* وحدة الإسلاميين...نهاية أزمة أم حلول ظرفية؟ يؤكد متتبعون للشأن السياسي في الجزائر أن القيادات السياسية التي قررت إنهاء عهد شتات الإسلام السياسي، تكون قد توصلت إلى قناعات باستحالة الاستمرار في المشهد السابق، وأنها باتت مرغمة على التكتل من جديد خشية الاندثار من الساحة، في ظل تهديدات أحزاب السلطة بالاستحواذ على كل شيء في المؤسسات المنتخبة الجديدة.
رغم ما أفرزه اجتماع مجلسي شورى حمس والعدالة والتنمية فيما أطلق عليه ب”جمعة الوحدة” من شعارات تصب في خانة جمع شمل التيار الإسلامي والتوجه نحو مشروع وطني حضاري للإسلام، إلا أن التوقيت الذي خرجت فيه هذه المشاريع التي تتزامن مع سباق التشريعيات يؤكد أن المشروع الانتخابي بات القاسم المشترك بين تلك الأحزاب بعد تجربة فاشلة قلصت من حظوظ الإسلاميين في التشريعيات السابقة، وتشير التطورات الأخيرة داخل بيت الإسلاميين، إلى أن قطبي التحالف الجديد بين ”حمس” و”التغيير”، تحالف حركة النهضة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني، سيكونان عنوان الإسلام السياسي في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة والمشهد الذي ستفرزه، في وقت يستبعد ميلاد تحالفات انتخابية ومؤسساتية جديدة، تعيد لعائلة الإسلاميين في الجزائر موقعهم. ويختلف مشروع الإندماج لحركة مجتمع السلم عن تحالف النهضة والبناء والعدالة والتنمية، حيث يرتكز لم شمل حمس والتغيير على ذوبان الأول في الثاني، أو كما يطلق عليه الإسلاميون عودة مدرسة أبناء الشيخ محفوظ نحناح، حيث شهدت أمس أشغال مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم شبه إجماع للأعضاء على تزكية قرار الوحدة، وفي هذا الصدد، قال رئيس حركة مجتمع السلم أن توحد الحركة الإسلامية، عبر مسار حركة مجتمع السلم الذي أسسه الشيخ محفوظ نحناح ومسار حركة النهضة الذي أسسه الشيخ عبد الله جاب الله أمر جميل. إلا أنه اعتبر الانتخابات حالة عرضية ليست أهم من الوحدة، وهي حالة سياسية آنية تحكمها المعطيات الانتخابية أو يشملها المشروع الوحدوي. والأهم من هذا كله أن يكون للحركة الإسلامية مشروع وطني حضاري للإسلام والجزائر تحمله مشاريع سياسية واستراتيجية جادة وواقعية وفاعلة تقودها موارد بشرية محفزة ومؤهلة أخلاقيا. من جهته، سترسم اليوم جبهة التغيير قرار ”العودة إلى المدرسة” من خلال اجتماع مجلس شورتها، حيث استبق عبد المجيد مناصرة هذا الإجتماع بتغريدة على موقع تويتر، يؤكد فيها تجسيد حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير مشروع وحدة. ولم يقدم مناصرة، تفاصيل أكثر حول الاتفاق، في حين يتزامن هذا الإجتماع مع اجتماع آخر مغلق بين حركة البناء الوطني في قرار الوحدة مع حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية التي زكى مجلس شورتها انضمام حزب بومهدي للمشروع الوحدوي. يأتي هذا فيما لا تزال حركة الإصلاح الوطني، متحفظة تجاه التحالفات الجديدة في صفوف الفعاليات الإسلامية، حيث باشرت اتصالات مع قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، في إطار سلسلة المشاورات التي فتحها جمال ولد عباس، مع قيادات سياسية لإعادة بعث مشروع الجبهة السياسية الداخلية، فإن الدينامكية المفتوحة تؤشر على تحوير في المشهد السياسي، وتلوّح بعودة خيار العائلات السياسية إلى الواجهة.