أمس كان الثامن من مارس اليوم العالمي لتخليد كفاح المرأة.. ويحلو للبعض أن يطلقوا عليه اسم عيد المراة العالمي.. كانت المناسبة كما مناسبات فرح أو غير فرح كثيرة أخرى فرصة لهذيان رجال ونساء بين رافض ورافض للرفض. توكأ كثيرون في المساجد والشارع ومجالس الحديث الفارغ، على عكاز الدين لتبرير الدعوة إلى مواجهة بدعة الاحتفال بهذا اليوم أو نصف اليوم كما لو أن الأمر في غاية الخطورة على ”ذات جمعية” أو مشتركة تستدعي التزام الجميع بخط الصد. والواقع أن الثامن من مارس هو فرصة تذكر كفاح نساء عاملات خرجن إلى شوارع نيويورك قبل قرن ونصف القرن للمطالبة بحقوق اجتماعية وإنسانية.. كن يشتغلن كثيرا ويتقاضين أجرا زهيدا.. هذا هو 8 مارس لا فيه سياسة ولا إيديولوجيا ولا دين ولا أخلاق.. هو بعيد كل البعد عن ما يحب أو ما يكره أبو بكر أو عمر بن الخطاب وعمر المختار وطرفة بن العبد وديهيا وبلقيس… نضال الأمريكيات صار رمزا تحييه نساء في العالم المعاصر وليس أكثر.. فمن أراد ومن أرادت الاحتفال بهذا اليوم تكريما لتلك الأمريكيات المناضلات اللائي انتفضن من أجل نيل حقوقهن وأجيال النساء المكافحات بعدهن فليحتفل به.. ومن أراد أن يصوم عن ذلك فليفعل ولا أحد يجبره على الاحتفال. عدد الجزائريين اليوم 40 مليونا أو يزيد، فليفهم كل واحد أنه فرد ومجرد فرد لا يمكن أن يكون هو كل الناس و”الذات الجمعية” خرافة تافهة لا يمكن أن تتحقق على الأرض لأن دافعها هو ذهنية القطيع.. افعلْ ما تشاء يا ابن آدم دون مطالبة الناس بأن يفعلوا ما تشاء.. ربما أنت المتطوع السخي في فعل إسداء الفتاوى مجرد قزم كنت تغش في الامتحان أو تخسر الميزان.