أكّد موفد سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري معلقاً على الغارات التي نفذها الطيران الحربي لكيان الاحتلال الإسرائيلي، مؤخرا، قرب مدينة تدمر أنّ ”العدو الإسرائيلي دخل على الخط لأنه شعر أن معركتنا ضد إرهاب داعش أسفرت عن انتصار كبير على الإرهاب في تدمر وحلب”. واعتبر الجعفري في حديث للتلفزيون السوري أن ”الرد العسكري السوري هو رد عسكري مناسب على الاعتداء الإسرائيلي”، واصفا الرد السوري ب”المزعزع” وبأنّه ”غير قواعد اللعبة”. ولفت الجعفري الى أنّ موسكو وجهت تحذيرا شديد اللّهجة إلى تل أبيب وأنّ ”الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر الخارجية الروسية استدعاء السفير الإسرائيلي وأسمعوه رسالة من ”كعب الدست” بأنه يجب إيقاف العمليات الإسرائيلية في سوريا، وأن روسيا غير راضية عن استمرارها لأن التصعيد سيكون سيد الموقف حينها”. ولم يستبعد الجعفري ”إمكانية حصول اشتباك بين السلطات الإسرائيلية وسلطات روسيا إن تكررت الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي السورية”، موضحاً أن ”الإسرائيليين سيحسبون مليون حساب بعد الآن”. وأفادت مصادر إعلامية عبرية يوم أمس بأن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف فجر أمس قافلة كانت تحمل أسلحة إلى منظمة حزب الله اللبنانية وعدة مواقع للحكومة السورية وحزب الله في محيط دمشق. ولم يؤكد هذا النبأ من أي مصدر إسرائيلي أو سوري. يشار إلى أنه إذا تأكد الخبر فستكون هذه ثالث غارة تشنها تل أبيب على سوريا خلال الأيام القلائل الأخيرة. ونقلت سبوتنيك تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، يوم أمس، أن خارجية بلاده استدعت مجددا السفير الإسرائيلي في موسكو، على خلفية غارة الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع للجيش السوري في منطقة تدمر. ورد بوغدانوف على سؤال للصحفيين، حول إذا ما كان السبب في استدعاء السفير، غاري كورين، هو الغارة الإسرائيلية على تدمر، قائلا: ”نعم، سألناه عن ذلك الأمر”. وكانت دمشق قد أعلنت عن شن الطيران الإسرائيلي غارة قرب تدمير، وإسقاطها واحدة من الطائرات الأربع التي نفذت الغارة، ولكن الجيش الإسرائيلي نفى إسقاط الدفاعات السورية أيا من طائراتها، مؤكدا أن الدفاع الجوي الإسرائيلي تصدى لصواريخ ”سام” السورية قبل أن تضرب طائراتها. من جهة أخرى شدد الجعفري الذي يرأس وفد الحكومة السورية في مفاوضات جنيف و أستانا، على أنه ”منذ تأسيس مسار أستانا لا تتعامل سوريا مع الضامن التركي وأنها تتعامل فقط مع الضامنين الروسي والإيراني”، موضحاً أنه ”ليس لدينا ثقة سياسية أو أخلاقية بالجانب التركي، وهو كان دائماً سبباً للمشاكل في المنطقة تاريخياً”. واستذكر الجعفري أنه فيما مضى قبل كل جلسة لمجلس الأمن كان يجب أن يحدث اعتداء إرهابيا، واليوم قبل كل جلسة في جنيف أو استانا يتكرر نفس المشهد خطير، لافتا إلى أنه توجد قوى سياسية راعية للإرهاب لا تريد حلا سياسيا في سوريا. ورأى الجعفري أن ”رعاة الإرهاب لا يريدون أو لم تتوفر لديهم بعد الإرادة للاتجاه نحو الحل السياسي في سوريا”، وأن ”الدول الداعمة للإرهاب ما زالت تستخدمه كورقة للضغط على سوريا قبل الذهاب إلى جنيف”. وعن استفسار بشأن عدم جدوى معاقبة الدول الراعية للإرهاب على مستوى الأممالمتحدة، قال الجعفري أنّ المنظمة تعاني من مشكلة أخلاقية والمهيمن على صنع القرار فيها عديم الأخلاق وغير مؤمن بالقرار أساسا، لافتا إلى أنّ القانون أصبح لغة الضعفاء في العالم، مستدلا أنه عندما تصدر تقارير عن مبعوثة المنظمة بشأن الأطفال وتقول أنّ التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن لأطفال يمنيين يهرع السعوديون إلى الأمين العام ويتغير مضمون التقرير. ولفت الجعفري إلى أنّ اجتماع أستانا الأخير كان إيجابيا والمسار بحد ذاته كان ايجابيا سواء حضرت المعارضات أو لم تحضر، لأنه مسار مكمل لمسار جنيف في بعض القضايا، كونه تخصص في ضبط الأعمال القتالية وتوحيد جهود الجماعات التي وقعت على وقف إطلاق النار وفصلها عن الجماعات الإرهابية (داعش والنصرة وغيرها) التي ”تمولها دول الخليج وبلوجيستيك تركي”، فضلا عن ضبط الحدود التي تنتهكها تركيا يوميا بإمدادات جديدة أكبر من سابقاتها. ووصف المندوب السوري الدائم في الأممالمتحدة الحضور الأمريكي في أستانا بأنه ”شاهد غير فعال”، ولفت إبى أن ”الإدارة الأمريكية الجديدة لم تصل بعد إلى تقييم نهائي لسياستها تجاه الوضع في سوريا”.