تبنى أمس وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، خطاب التهدئة، في ظل حالة الغليان التي يعيشها المواطن هذه الأيام بفعل الارتفاع الكبير في الأسعار لمختلف المنتجات ذات الاستهلاك الواسع، والتي ضربت في العمق القدرة الشرائية للمواطنين خاصة الفئة ”الهشة”، التي تمس أكبر شريحة من الجزائريين. قال بدوي أن الحكومة لم تتخل يوما عن المواطن وعجلة التنمية لا تزال مستمرة، كما أن الرئيس لم يرفض أبدا أي مشروع تنموي ولم نقم بتجميد أي مشروع يدخل في إطار التنمية المحلية، كاشفا أن الاستراتيجية الجديدة لا تقوم على تجميد المشاريع وإنما دراسة كل واحد على حدة وتحديد الأولويات. وقال بدوي، في كلمته التي ألقاها على هامش تسليم مقررات التخصيص ومفاتيح السكنات عدل 2001 بمنطقة اولاد فايت ”سمروني”، إنه ”يتعين علينا المحافظة على هذه الفئة من المواطنين من خلال حصولها على سكنات لأن هدفنا واضح وهو المحافظة على أمن واستقرار وطمأنينة المواطنين بتجسيد كل هذه الطموحات والبرامج التي التزم بها الرئيس بوتفليقة والتي ينتظرها الآلاف من الجزائريين”. ويأتي خطاب ممثل الحكومة بعد ارتفاع أصوات، تتحدث عن تخلي حكومة سلال عن البرامج الموجهة للتنمية المحلية، وذلك أياما قبل موعد الانتخابات التشريعية التي تسبقها الحملة الانتخابية بداية الأسبوع الجاري، ما جعل الحكومة تخاطب هذه الفئة من الجزائريين على أمل محاربة العزوف الانتخابي، واقناعها بالتوجه الى صناديق الاقتراع باعتبار أن تخلف المواطنين عن هذا الموعد يهدد استقرار وأمن الجزائر. وحذّر وزير الداخلية، من بعض الأطراف التي تريد ضرب استقرار الجزائر بتصريحاتها التي تطلقها في كل مرة بالتشكيك في تجسيد البرنامج التنموي الذي أقره الرئيس بوتفليقة، داعيا الى المشاركة بقوة في التشريعيات قائلا: ”الانتخابات التشريعية مفتاح أمن واستقرار البلاد”. وأفاد بدوي، أن هذه العملية هي رسالة قوية وواضحة لهؤلاء المشككين الذين يحاولون تغليط الرأي العام الوطني، معتبرا انه بات لزاما علينا مواصلة تجسيد هذه التحديات الكبرى التي اقرها بوتفليقة والمتمثلة في تحسين الظروف المعيشية للمواطن، قائلا ”أننا ملتزمون وكغيرنا من القطاعات الأخرى بالعمل ليلا ونهارا لتكريس هذا البرنامج الطموح الذي يدخل في إطار الوعود التي قدمها الرئيس خدمة للمواطنين والمواطنات وكجزائريين علينا دائما أن لا ننسى المنطلق الذي عشناه من مآسي وتخريب وعلينا اليوم أن نتخلى عن الماضي وأن نعيش مثل هكذا مناسبات سعيدة معهم”. من جهة أخرى، دعا بدوي، المواطنين والمواطنات مجددا للتوجه وبقوة إلى صناديق الاقتراع وتأدية واجبهم الانتخابي، مؤكدا أنه يتوجب على كل واحد المساهمة في هذا الموعد الانتخابي الذي يعد مفتاح الأمن والاستقرار. وأوضح الوزير، أن الانتخابات التشريعية تعد مفتاح الأمن والاستقرار وهي فرصة لنا لأن نكون متواجدين وبقوة في 4 ماي لتمرير رسالة قوية بأننا متماسكون ومتضامنون بالمحافظة على قيمنا المتمثلة في السلم والمصالحة الوطنية، قائلا إنه ”لولا الأمن والاستقرار الذي تتمتع به بلادنا لما كان لهذه المؤسسات الجزائرية والأجنبية والبرامج التنموية أن تتجسد”.