l لندن تعرض إمكانية تمويل مشاريع هيكلية كبرى في الجزائر عبر تمويلات خضراء تسارع الحكومة في الأيام الأخيرة عقارب الساعة لإنجاز مشاريع الطاقة المتجددة التي تراهن عليها للخروج من الأزمة المالية التي يتخبط فيها الاقتصاد الوطني بسبب انهيار قيمة برميل النفط في الأسواق الدولية، ويتولى وزير الطاقة بنفسه مسؤولية إقناع الشركات الاجنبية بالاستثمار في الجزائر للاستفادة من الخبرة التكنولوجية والتقنية وكذا ضمان تمويلها، خاصة أن تكلفة إنجازها تفوق 120 مليار دولار، في وقت تتكفل ”سوناطراك” بتمويل 50 بالمائة. استقبل وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، أول أمس، بالجزائر، وفدا بريطانيا ترأسه عمدة مدينة لندن أندرو بارمرلي، وبحث الطرفان فرص الأعمال والاستثمار بين الجزائروبريطانيا في مجال الطاقة، حسب بيان صحفي للوزارة. وتطرق بوطرفة وبارمرلي إلى سبل وإمكانيات تمويل مشاريع هيكلية في قطاع الطاقة بالجزائر، يضيف البيان. وعرض بوطرفة بالمناسبة بعض مشاريع التعاون التي يمكن تجسيدها في مجال الطاقات المتجددة. ودعا الوزير الشركات والمؤسسات المالية للاهتمام بالاستثمار في مشروع 4.050 ميغاواط الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والذي سيتم إانجازه على ثلاث حصص من 1.350 ميغاواط، بحسب البيان الذي يضيف أن هذا المشروع يتضمن شرط مرتبط بالشق الصناعي للإنتاج المحلي في نفس الشعبة. ”هذا المشروع سيكون متبوعا بمشروع آخر لا يقل أهمية في مجال طاقة الرياح”، يقول الوزير الذي يؤكد في نفس السياق بأن تجسيد هذين البرنامجين في الجزائر يمثل ”خطوة حقيقية للتطور الاجتماعي والاقتصادي وأيضا فرصة فريدة من نوعها لبعث فرص أعمال واستثمار مثمرة في القارة الإفريقية”. وفي هذا الإطار، عرض الوزير صورة عامة عن السياسة الطاقوية الجزائرية والفرص المتاحة في قطاعي البترول والغاز، وأيضا في مجال البتروكيمياء والصناعات التحويلية، حيث ألح على إرادة الجزائر للعمل على تحسين وتثمين مصادرها من المحروقات وفي مجال الاسكتشاف والاستثمار المنجمي للمحروقات. من جانبه، أكد عمدة مدينة لندن المالية على إرادة ”السلطات البريطانية لتطوير علاقات أعمال مع الجزائر التي تمثل أولوية لبريطانيا في إفريقيا عموما”. وأشار في هذا الخصوص، إلى إمكانيات تمويل مشاريع هيكلية كبرى بفضل تمويلات خضراء تستطيع مدينة لندن المالية جمعها ووضعها تحت تصرف المشاريع المختلفة المراد إنجازها في الجزائر. من جانب آخر، أعرب الوزير بوطرفة عن إرادة قطاع الطاقة بعث سياسة، خاصة بالتكوين في إطار ما ستتطلبه التحديات المستقبلية والمشاريع التي هي في طور الإنجاز والمشاريع القادمة. وقال الوزير أن ”تكوين الموارد البشرية في المجال التقني وأيضا في قطاع التسيير يمثل في حد ذاته مشروعا هيكليا نسعى لتحقيقه”. وأبرز الطرفان في ذات السياق إرادتهما لإعادة بعث مشروع إنجاز معهد ذي مستوى عال خاص بالتسيير، وهذا بالشراكة مع جامعة انجليزية مرموقة. وأضاف أن هذه الزيارة تهدف إلى تنويع العلاقات بين البلدين في مجال التجارة والاستثمار وتعزيز التعاون واستكشاف فرص الأعمال المتاحة في الجزائر التي تعد سوقا جذابة. وأكد بارملي أيضا أن لندن مستعدة لتشارك خبرتها في مجال المالية مع الجزائر التي تتطلع إلى تطوير بنوكها، لكون مدينة لندن رائدة في مجال المالية على المستوى العالمي وكذا فيما يخص خلق مناخ مواتي للأعمال، حسب قوله. بصفته سفيرا لمدينة المالية، يعمل اللورد على دعم مؤسسات الخدمات المالية البريطانية والشركات المستثمرة في الجزائر والتي لها رغبة في الاستثمار فيها. وبغرض استكشاف فرص أعمال أخرى ودراسة الإجراءات الكفيلة بتعزيز التعاون بين مدينة لندنوالجزائر العاصمة والسبل الكفيلة بتحويل المهارة البريطانية، يرافق اللورد بارملي وفدا يتكون من 15 رجل أعمال يمثلون قطاعات الاتصالات السلكية واللاسلكية والطاقة وكذا الخدمات. وللتذكير، تم تنظيم منتدى اقتصادي بلندن في أواخر 2014 وملتقى آخر بالجزائر العاصمة في مايو 2016. كما قامت فيونا وولف، العمدة السابقة لمدينة لندن، بزيارة إلى الجزائر عام 2014 بهدف ترقية التعاون بين مدينة لندن المالية والجزائر.