l تعيين مسعود بن عقون كان باقتراح من عمارة بن يونس l المتابعات القضائية والملف الأمني أطاحت بالوزير في سابقة تعد الأولى من نوعها، قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بإنهاء مهام وزير السياحة والصناعات التقليدية مسعود بن عقون بعد 48 ساعة من تعيينه خلفا لعبد الوهاب نوري الذي غادر الحكومة في التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الجمهورية. وأوضح بيان لرئاسة الجمهورية أنه ”وفقا لأحكام المادة 93 من الدستور وباقتراح من الوزير الأول عبد المجيد تبون قام فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بإنهاء مهام وزير السياحة والصناعات التقليدية مسعود بن عقون”. وأشار البيان إلى أن مسعود بن عقون يعد عضوا بالمكتب الوطني للحركة الشعبية الجزائرية، وكان يتصدر قائمة الحزب بولاية باتنة خلال التشريعيات الأخيرة لكنه لم يتم انتخابه. وحسب مصادر مطلعة، فإن قرار الرئيس بوتفليقة بإنهاء مهام وزير تم تعيينه في الحكومة منذ 48 ساعة، جاء على خلفية ورود تقارير حول الوزير الجديد تفيد بوجود نقاط سوداء حول سيرته ومسيرته، سياسيا وحتى على المستوى الشخصي. وكشفت ذات المصادر أن متابعات قضائية وملفا أمنيا أطاح بالوزير، مشيرة إلى أنه قبل شهرين كان بن عقون الذي يتولى الأمانة العامة لحركة الطلبة الجزائريين يقود إضرابا في الجامعة بباتنة بإغلاق مداخل بعض الكليات ومقر الديوان الوطني للخدمات الجامعية بالقوة، وهو سلوك لازمه لسنوات أثناء انتمائه للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين. وكشفت ذات المصادر أن الوزير المقال مسبوق 4 مرات وصدر ضده حكم بالسجن 6 سنوات وكان معروفا لدى مصالح الأمن بتورطه في عدة قضايا، منها على الأخص قضايا ابتزاز وتهديد، حيث كان أحد أبرز الناشطين في ميليشيات طلابية تم تجنيدها والزج بها في الصراع الذي نشب آنذاك داخل الأفالان بين أنصار بن فليس وأتباع الحركة التصحيحية، على غرار ما حدث في قصر المعارض في صيف 2003. وتقول مصادر متابعة للقضية إن فضيحة استوزار شخص مسبوق وليست لديه أية مؤهلات لم تكن لتحدث لو منح الوقت للمصالح الأمنية للتحقيق في مستواه وماضيه وسيرته، لتضيف المصادر أن القضية هذه من شأنها أن تعيد فتح النقاش في موضوع قرار إلغاء التحقيقات الأمنية التي كانت تسبق عملية تعيين كبار المسؤولين. كما اتهمت نفس المصادر جهات نافذة في ولاية باتنة، بإخفاء صحيفة سوابق مسعود بن عقون، وحدوث الفضيحة. وتفيد مصادر متطابقة أن بن عقون الناشط في حزب الحركة الشعبية الجزائرية والذي تم اقتراحه للاستوزار من طرف رئيس ”الأمبيا” عمارة بن يونس، هو أحد الإطارات السابقين في الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، الموالي لحزب الأفالان.