اعتقلت أمس السلطات المغربية ”مدوّخ” المخزن ناصر الزفزافي، زعيم الحراك الاحتجاجي بمدينة الحسيمة (شمال شرق المملكة)، في وقت خرجت ليلة أمس الأول تظاهرات في عدد من المدن، خصوصا تلك المجاورة لمدينة الحسيمة. كما حاول نشطاء تنظيم مسيرة في العاصمة الرباط لكن الأمن أجهضها. وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إن الزفزافي اعتقل برفقة أشخاص آخرين بتهمة المس بالسلامة الداخلية للدولة، وأفعال أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون المغربي. وأوضحت الوكالة، استنادا إلى إعلان الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، أنه تم رسميا توقيف الزفزافي، باعتباره القائد الميداني لما بات يعرف بحراك الريف، رفقة أشخاص آخرين وأنه تمت إحالة المعتقلين على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، من أجل البحث معهم فيما يشتبه ارتكابه أفعالا يعاقب عليها القانون المغربي وفق تعبير البيان، كما يفترض أن يتابع الزفزافي بتهمة عرقلة أداء صلاة الجمعة بأحد المساجد بمدينة الحسيمة يوم الجمعة الماضي. ويسود التوتر مدينة الحسيمة منذ أكتوبر بعد موت بائع سمك سُحق داخل شاحنة قمامة أثناء محاولته استعادة أسماك صادرتها الشرطة. وأثار موته غضبا ضد الفساد وبعضا من أضخم الاحتجاجات منذ المظاهرات المستوحاة من ”الربيع العربي” في 2011. وبالموازاة أقدمت قوات الأمن المغربية أول أمس في حدود الساعة العاشرة ليلا على اعتقال موفد صحيفة ”الوطن” الناطقة باللغة الفرنسية جمال عليلات أثناء تغطية الأحداث الاخيرة في المنطقة، زاعمة أنه متهم بالتحريض على الحراك الاحتجاجي. وعبرت الجريدة عن قلقها بعد اقتياده لمركز أمني بالناظور والتحقيق معه مطالبة بتحرير الصحفي فورا. وتعليقا على الموضوع، رأى المحلل السياسي المغربي محمد ظريف أنه ”على السلطات المغربية أن تأخذ بعين الاعتبار مطالب الحراك الاجتماعي والاعتماد على مقاربة تشاركية بدلا من المواجهة الأمنية”. وأضاف في تصريح للقناة الإذاعية الأولى أنه ”آن الأوان للسلطات أن تشرك الجميع في البحث عن حلول للمطالب التي رفعتها الساكنة أو المجتمع المدني بالمنطقة، خاصة أن الدستور الأخير للمغرب يتحدث عن الديمقراطية التشاركية”.