بات تحالف الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي مهددا بالزوال، بعد السجال الدائر بين حمس والاتحاد الإسلامي الذي أخرجته للعلن قضية تنصيب الهياكل في البرلمان، فبعد أن اتهم الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء حركة مجتمع السلم بالتحالف مع أحزاب السلطة لإقصائه من هياكل البرلمان، ردت عليه حمس عبر رئيس الكتلة البرلمانية ناصر حمدادوش، بالقول إن ”حمس” لم تتآمر على أحد داخل المجلس الشعبي الوطني. وفتحت هذه التصريحات بين التكتلين اللذين يمثلان التيار الإسلامي في الجزائر، عديد التساؤلات حول مصير لم شمل أبناء التيار الإسلامي من جديد، والذي يقوده الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني، الذي أعلن منذ مدة قصيرة عن إعادة توسيع الوحدة بين أبناء هذا التيار، لتمس حركة البناء والنهضة، باعتباره مكلفا من طرف مجلس شورى حركة مجتمع السلم في هذا الإطار، خاصة وأن المشاورات كانت قد انطلقت بشأنها وتوقفت قبيل التشريعيات، حيث رحبت كل من النهضة والبناء بإعادة إحياء المشروع، لكن الأمور تعقدت حاليا بعد حادثة ”فتنة هياكل البرلمان”. ورغم أن ترحيب أعضاء الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء قبل إجراء المشاورات مع السعيد بوحجة بخصوص الهياكل، أكدت على إحياء مشروع لم شمل أبناء التيار الإسلامي في الجزائر، بعد أن دعت حركة البناء إلى توسيع الوحدة، فيما رحبت حركة النهضة بتصريحات أبوجرة سلطاني الذي كشف عن إعادة بعث المشروع مجددا، إلا أن كل المؤشرات الحالية تدل على أن التيار لا يمر بين الطرفين في مؤشر كبير على أن دعوات لم الشمل تسقط في الماء. وقالت مصادر موثوقة ل”الفجر” إن أبو جرة سلطاني سيواصل بعد شهر رمضان مساعيه رغم كل ما قيل ويقال عن الوحدة المنشودة، لكنه سيؤدي دور رجل إطفاء أيضا لإخماد النار التي لا تزال ملتهبة في البيتين. وكان حسن عريبي، النائب عن التحالف الإسلامي قد وصف ما حدث بمؤامرة شاركت فيها أحزاب السلطة، داعيا أحزاب المعارضة إلى التصعيد سياسيا ”ضد هؤلاء الذين بعد أن أقصوا قاعدة شعبية جزائرية عريضة من المشاركة أصلا في تشريعيات التزوير”. يحدث كل هذا وحمس التي تبحث عن وحدة إسلامية في الجزائر لازالت تعاني من خلافات داخلية بسبب ما حدث يوم مجلس الشورى الوطني المنعقد مؤخرا، وانقسم المناضلون بين تياري المشاركة والمعارضة للحكومة، ما نتج عنه خلافات كبيرة خاصة وأن التيار لا يمر بين القياديين أبو جرة ومقري. فهل يستطيع سلطاني جذب قيادات إسلامية تنضوي حاليا تحت جناح جاب الله إلى صفه؟ وهل ستقبل تلك التشكيلات بعرض أبو جرة مستغلة المشاكل الداخلية التي يعاني منها الاتحاد، حيث لا يزال هناك رافضون للوحدة داخل حركة النهضة، أخرجتها للعلن نتائج التشريعيات وبروز طموحات وخلافات من أجل ترؤس الكتلة البرلمانية لتحالف جاب الله.