استقبل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، يوم الثلاثاء الفارط، بالجزائر العاصمة، رئيسة وحدة الدول العربية بمركز التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة ”اليونسيكو”، ندى الحسان، التي هي في زيارة ليومين للجزائر. وتطرق الطرفان إلى ”ملف القصبة للجزائر العاصمة ومسألة ترميمها” في ارتقاب تنظيم ندوة دولية حول هذا الموقع الذي أدرج سنة 1992 في لائحة التراث العالمي. واعتبر وزير الثقافة أن حماية القصبة يقتضي ”جهود إضافية” إلى جانب ”الدعم التقني الذي يمكن أن تقدمه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة”. كما أبرزت ممثلة الوكالة الأممية ضرورة إدخال ملفات جديدة في التراث المادي قصد إدراجها في لائحة التراث العالمي ”بالنظر إلى ثروة التراث الثقافي الجزائري” والذي له، حسب قولها، ”تمثيل ضعيف” في لوائح التراث. وبعدما أشادت بجهود الحكومة المبذولة في مجال حماية التراث، دعت ندى الحسان إلى وضع ”آليات لتنمية” التراث الجزائري، إلى جانب ”إستراتيجية لترقية ”المواقع المدرجة في لائحة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة وهذا لفائدة الزوار الأجانب”. وينتظر أن تزور ندى الحسان خلال إقامتها القصبة بالجزائر العاصمة والموقع الروماني العريق بتيبازة. ونشير أن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، كان قد أعلن في الأشهر القليلة الماضية، عن اختيار الجزائر لاحتضان مركز للمنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة ”اليونسكو” لحماية التراث الإفريقي، وهذا لدى إشرافه على افتتاح ملتقى دولي بولاية أدرار حول ”حماية التراث الثقافي اللامادي”، وقال أن احتضان هذه الهيئة التي وقع رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على مرسوم المصادقة على إنشائها تأتي عرفانا للمجهودات التي تبذلها الجزائر للمحافظة على تراثها ومساعدة الدول الإفريقية في هذا المجال. وأضاف الوزير بالمناسبة أن الجزائر تواصل سعيها الحثيث لتصنيف كل ما هو تراث جزائري أو مشترك، حيث تم في هذا الشأن إيداع ملفات جديدة للتصنيف بمنظمة اليونسكو على غرار نشاط كيالين الماء (المكلفون بتقسيم المياه عن طريق نظام التوزيع التقليدي لمياه الفقارات على الملاك)، وكذا أغنية الراي ونشاط تقطير ماء الورد وصناعة الحلي التقليدية. كما سيتم في ذات الإطار مثلما، ذكر ميهوبي، تحضير ملفات عناصر تراثية مغاربية بالتنسيق مع الدول المعنية تخص طبق الكسكسي، إلى جانب ملفات عربية أخرى، لافتا في هذا الصدد إلى أنه سينظم اجتماعا في الأسبوع المقبل بالخرطوم (السودان) لمناقشة ملف النخلة باعتبارها تراثا عربيا مشتركا وذلك في إطار اجتماعات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو).