يبدو أن موسم الاصطياف حمل الكثير من المآسي لأشخاص ماتوا غرقا وآخرون تعرضوا لحوادث بسبب اللامبالاة، في الوقت الذي أصبح ”الجات سكي” مصدر خطر بعدما كان وسيلة للترفيه والمتعة، خاصة بعد تسجيل حالتي وفاة في الفترة الماضية، الأمر الذي دفع عائلات إلى المطالبة بتنظيم هذه الوسائل ومنح ترخيص لركوبها لتفادي أي أضرار. تعرف العديد من المناطق السياحية حركة كبيرة لمختلف النشاطات والبرامج وغيرها في إطار الترفيه والاستمتاع بقضاء عطلة صيفية جيدة، غير أن فرحة البعض أهم الشروط التي لابد أن تتوفر في أي مكان سياحي، فمن مجانية الشواطئ التي أقرتها وزارة الداخلية مؤخرا وتلوث مياه البحر والرمال بسبب الأوساخ والمخلفات التي يتركها بعض المصطافين يأتي خطر الموت بسبب الجات السكي الذي أصبح مصدر خطر على هؤلاء، حيث يتّعمد بعض مالكيه السير في أماكن حساسة، وبالأخص بالقرب من المساحات المخصصة لسباحة الأطفال والنساء ممن لايتقنون مهارة السباحة، الأمر الذي نتجت عنه ملاسنات ومشادات بين حراس الشواطئ والعائلات بسبب الأخطار الناجمة عنه، خاصة بعد انتشار خبر وفاة شخصين بمنطقة زرالدة وتيبازة في الأيام القليلة الماضية، بعدما أقدم صاحب ”جات سكي” على إصابتهما على مستوى الرأس، أين نقلا على جناح السرعة للمستشفى وفارقا الحياة بعدها. غياب قوانين ثابتة للحترام الشواطئ يزيد الطين بلّة أثار خبر تعرض شخصين للوفاة بسبب الجات سكي موجة سخط وغضب في أوساط العائلات، خاصة أن الكثير منها فضلت قضاء عطلتها في أرض الوطن بسبب عجزها عن السفر للخارج لالتزامات مالية على خلفية الموسم والأعياد وكذا الدخول الاجتماعي، الأمر الذي أكده لنا البعض، غير أن سوء التنظيم والفوضى وكذا غياب قوانين تحمي هؤلاء من الأخطار التي قد تتربص بهم، ناهيك عن انعدام تراخيص تضبط قواعد احترام المصطافين وكذا السماح باستغلال واستعمال بعض الوسائل على مستوى الشواطئ، زادت في الطين بلّة وحرمت الكثيرين من الاستمتاع بالعطلة على أحسن وجه، في الوقت الذي لن تعرف فيه السياحة المحلية تطورا وازدهارا إذا استمر الوضع على ما هو عليه وكذا عدم تبني استيراتيجية للنهوض بها، حسب تصريحات بعض المسؤولين والعاملين في المجال. .. وآخرون في مواجهة أعوان البحرية لم يقف الأمر على الملاسنات التي تحدث بين العائلات وأصحاب ”الجات سكي” بسبب المخاطر التي تنجر عن سوء استعمالها، بل وصلت إلى حد المشادات بين أعوان الملاحة الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة بعض الشبان الذين رفضوا احترام المصطافين والسواحل على حد سواء، بناء على بلاغات من طرف المواطنين، ليضاف عنصر الخطر المفتعل إلى قائمة المخاطر والسلبيات التي تميز شواطئنا.