من المنتظر أن تتصاعد موجة الاستقالات داخل حزب عمارة بن يونس، في غضون الأسبوع الجاري، حيث يستعد نواب محسوبون على الحركة الشعبية الجزائرية لرمي المنشفة والالتحاق بركب المستقيلين، بشكل يوحي بإمكانية الإطاحة بزعيمه عمارة بن يونس قريبا، وذلك في ظل استمرار الأزمة الداخلية ”للأمبيا”، والتي نشبت بين بن يونس وبين المستقلين وعلى رأسهم القيادي السابق عبد الحكيم بطاش رئيس بلدية الجزائر الوسطى. قال، أمس، عبد الحكيم بطاش المنسق المستقيل من مكتب ولاية الجزائر للحركة الشعبية الجزائرية، في اتصال مع ”الفجر”، إن خصوم عمارة بن يونس، يستعدون للذهاب بعيدا في قضيتهم، من خلال عقد اجتماع قريب للفصل في ”دكتاتورية عمارة بن يونس”، ومواجهة الرجل بكل الطرق حتى ولو بالذهاب إلى ”حركة تصحيحية”، حيث يستعد المستقيلون للفصل في الأمر نهاية أوت الجاري أو بداية سبتمبر المقبل وتحديد موعد لمناقشة الانتخابات المحلية. وكشف القيادي السابق في الحركة الشعبية الجزائرية عن عزمه عقد اللقاء الجامع لكل إطارات ومناضلي ونواب الحركة المستقيلين من ”الأمبيا” للبث في مصيرهم، سواء باللّجوء إلى حركة تصحيحية والإطاحة السريعة بالرجل الأول فيها، او اللجوء إلى خيار آخر يتعلق بتغيير لون التشكيلة السياسية التي كانوا ينتمون إليها، خاصة وأن الانتخابات المحلية على الأبواب، مشددا على أن خيار الذهاب إلى ”التصحيحية”، وهو قرار سيتم أخذه بالتشاور بروح ديمقراطية لا تطغى عليها الضغوط وفقا لنفس المصدر. وحسب القيادي ذاته فإن الجبهة المضادة لبن يونس تنتظر ”معطيات جديدة في غضون الأسبوع الجاري، حيث من المنتظر أن يلتحق نواب جدد بركب المستقيلين على غرار نزيه برمضان الذي استقال قبل أيام، إضافة إلى إطارات أخرى من مختلف ولايات الوطن، وهو ما يؤكد تواصل النزيف داخل الحزب. وبما أن الوقت غير مناسب للفصل في مثل هذه القضايا، كون أغلب النواب والإطارات يقضون عطلتهم السنوية، إلا أن الأمر داخل الحركة يستدعي البثّ فيه قريبا من خلال الاجتماع المقرر نهاية أوت، والذي لم يحدد مكان انعقاده بعد، إلا أنه سيكون غالب الظن بالعاصمة. وجدد بطاش اتهامه للرجل الأول في ”الأمبيا” بالدكتاتورية في التعامل مع المناضلين، والتهميش، في وقت لا يزال عمارة بن يونس يتمسك بالاتجاه نفسه في الانفراد في إصدار القرارات وإقصاء الكفاءات. وإن كان الأسبوع الجاري سيكون ”ساخنا” بكل المقاييس على عمارة بن يونس، بفعل استعداد أشخاص محسوبين على الأوزان ”الثقيلة” للالتحاق بركب بطاش وجماعته، إلا أن القيادة الحالية لا تزال تصر على أن موجة الاستقالات لا تعدو أن تكون مجرد زوبعة لا تؤثر على الحزب وتماسكه وأن عمارة بن يونس ماض في تحضيره لانتخابات المجالس البلدية والولائية بكل ثقة لتحقيق نتائج إيجابية حسب آخر تصريحات المكلف بالإعلام داخل الحزب.