يُوقّع المجلس الإسلامي الأعلى يوم 13 أوت الجاري بمقره في ابن عكنون بالجزائر العاصمة اتفاقية شراكة تجمع، إضافة إلى المجلس الإسلامي الأعلى، طرفين آخرين هما المجلس الأعلى للُّغة العربية وجامعة الجزائر، وهذا بغرض إنجاز المعجم الموحّد للمصطلحات القانونية، وهي المبادرة الأولى من نوعها بين هذه المؤسّسات الثلاث. وتحاول هذه الاتفاقية الوصول إلى جملة من الأهداف أهمُّها محاولة القضاء على فوضى المصطلح في المجال الفقهي، وهي المشكلة التي صارت السمة الأبرز في جلسات المحاكم الجزائرية، وفي بعض مجالات التدريس الجامعية كالعلوم الإسلامية والقانونية وغيرهما، وحتى على مستوى وسائل الإعلام بمختلف وسائلها، حيث لم تعد هناك ضوابط واضحة في مجال توحيد المصطلحات، وهو الأمر الذي أدّى إلى التفكير الجاد من قبل الداعين إلى توقيع هذه الاتفاقية في تجميع الجهود من أجل العمل على إيجاد مثل هذا المعجم الموحّد الخاص بالمصطلحات القانونية. وكان المجلس الإسلامي الأعلى قد قام قبل مدة بتوقيع اتفاقية مشابهة مع المجلس الأعلى للُّغة العربية من أجل إنجاز ”معلمة المخطوطات الجزائرية”، وهو مشروعٌ طموحٌ لا يقلُّ في أهميته عن المشروع المزمع الاتفاق بشأنه، حيث تهدف ”معلمة المخطوطات الجزائرية”، إلى جمع شتات كلّ المخطوطات التي ألّفها الجزائريون منذ أن ظهرت كلمة الجزائر، وهذا مع زيري بن بولكين (توفي 373ه/ 984م) إلى الآن، كما تشمل معلمة المخطوطات، إضافة إلى ذلك كلّه، ما كُتب مخطوطا عن الجزائر عبر الفترة نفسها. ويُشرف على هذه المشروعات الطموحة، بالنسبة للجزائر وباحثيها وطلبة الجامعات، مختصون في مجال المخطوطات وكذا مختصُّون في الإعلام الآلي، حيث يتكفّل الباحثون بجمع المادة العلمية والبحثية، في حين يقوم مختصُّو الإعلام الآلي برقمنة ما يتمُّ جمعه من مخطوطات، وهذا من أجل وضعها فيما بعد تحت تصرُّف الباحثين والمهتمّين بالتنقيب في هذا المجال الحيوي من التراث الوطني الذي ظلّ لسنوات طويلة نهبا لأيادي العابثين في ظل غياب الهيئات والوزارات المعنية، وهذا ما أفقد الجزائر كنوزا ثمينة من مخطوطاتها تحت طائلة الإهمال واللامبالاة. وتأمل الأطراف الموقّعة على هذه الاتفاقيات الوصول إلى أهداف أخرى بعيدة المدى تتعلق أساسا بالوصول إلى تحقيق نهضة ثقافية وطنية، خاصة مع استغلال التطوُّرات التي طرأت على التقانة المعاصرة وتذليلها للكثير من الصعوبات التي رافقت العمل اليدوي في فترات سابقة، كما تعمل هذه المشاريع على توفير منصّات بحث على شبكة الأنترنيت تُمكّن كلّ الراغبين في استغلالها توفر فيها من مواد دون تجشُّم عناء التنقُّل من مكتبة وطنية أو بلدية إلى أخرى، والاكتفاء بوجود جهاز حاسوب مرتبط بشبكة الأنترنيت لتحقيق الغايات المطلوبة.