أكدت مصادر من حزب جبهة القوى الاشتراكية، أن ما عرفه الحزب من استقالات وإقالات في الفترة الأخيرة، هو نتيجة منطقية ”لسيطرة ثقافة الجهاز وغياب الديمقراطية الحقيقية التي تقبر أي مبادرات أو اقتراحات يتقدم بها المناضلون”، موضحة أن تنحية الأمين الوطني الأول السابق عبد المالك بوشافة، يندرج ضمن هذا التوجه. وقال مصدر ”الفجر” إن ما يحدث في حزب جبهة القوى الاشتراكية، من اضطرابات وإقالات واستقالات، ليس وليد اليوم، بل هو قديم، لكن الاختلاف الموجود أنه أصبح يظهر للعلن ولا يبقى في طي الكتمان. وحسب المصدر ذاته، فإن الأفافاس عرف في فترة السرية إلى غاية التعددية الحزبية، وبعد وفاة مؤسس الحزب حسين آيت أحمد، استقالات وإقالات، حيث كانت أولى عمليات الإبعاد والإقصاء، حسب المصدر للمناضل وأحد مؤسسي الحزب ”ياحا عبد الحفيظ”، على الرغم من أن هذا المناضل قام بعمل تاريخي للأفافاس، والمتمثل في قيامه بإجراء مفاوضات مع الرئيس الراحل، أحمد بن بلة، للتوقيع على اتفاقية تقضي بالاعتراف بحزب الأفافاس، كحزب معارض، وكان ذلك في 15 جوان سنة 1965، وفعلا تم توقيع الاتفاق مع أحمد بن بلة لكن لم تستمر الأوضاع على حالها بسبب قدوم الرئيس الراحل هواري بومدين إلى السلطة. واعتبر المصدر أن إقصاء ياحا عبد الحفيظ كان خسارة للحزب لأنه من المناضلين الذين قدموا الكثير للأفافاس في الفترة السرية. وجاء إقصاء آخر للمناضل هاشمي آيت جودي ومجموعة كبيرة معه، وكان متبوعا بتنحية ”الأمين الوطني الأول، سعيد خليل، وانتهى به الأمر إلى تقديم استقالته لأنه وجد نفسه أمينا وطنيا أول بدون صلاحيات”. وكانت أول الانتخابات الرئاسية لسنة 1999 هي الأخرى محطة لتقديم استقالات جماعية من قبل 8 نواب في حزب جبهة القوى الاشتراكية، بسبب تقديمهم لمبادرة جماعية خاصة بإصلاح حزب الأفافاس، ورفضت مبادرتهم وتم وصفهم ب”الخونة” وانتهى بهم المطاف إلى إبعادهم من حزب جبهة القوى الاشتراكية، حيث قدموا استقالاتهم سنة 2001. وتعد هذه الفترة هامة في تاريخ الحزب، لأنها كانت أولى حالات الإقصاء لممثلي الشعب التابعين لحزب جبهة القوى الاشتراكية. ويوضح المصدر ذاته أن السبب الحقيقي وراء إبعاد النواب ال8 للأفافاس، هو إقدامهم على تقديم مبادرة إصلاح الحزب، وهذا بعد أن عجز الأفافاس عن جمع 75 ألف توقيع للمترشح للانتخابات الرئاسية حسين آيت أحمد، أو 600 توقيع للمنتخب، وقد ساعد الشيخ عبد الله جاب الله المترشح حسين آيت أحمد على إتمام نصاب 600 صوت ب25 ولاية بتجنيد مناضليه لفعل ذلك. هزة أخرى عاشها الأفافاس خلال ولاية الأمين الوطني الأول للحزب كريم طابو، حيث قدم هذا الأخير استقالته، بسبب عدم رضاه عن طريقة تسيير الحزب وقناعته بأنه أمين وطني بدون أي صلاحيات، وكانت الاستقالة متبوعة باستقالات في القاعدة. وكذلك رمى أحمد بطاطاش السكرتير الوطني الأول للحزب المنشفة، وهو نائب في الحزب، سبقه في ذلك مصطفى بوشاشي، الذي استقال من البرلمان وهو نائب في الكتلة البرلمانية عن الأفافاس، ولم ينتظر انتهاء عهدته فغادر بعد فترة قصيرة، مفضلا العودة إلى المحاماة ومجال حقوق الإنسان. وقبل تنظيم الانتخابات التشريعية الماضية بأسابيع، أبعد رشيد حاليت، من الهيئة الرئاسية الخماسية، على الرغم مما يمثله من وزن في القاعدة النضالية وإسهاماته الكبيرة في الحزب، وكان السبب وراء إبعاده هو اقتراحاته وأرائه. ومنذ أيام أبعد أيضا عبد المالك بوشافة السكرتير الوطني الأول، من منصبه بعد فترة قصيرة بسبب اعتراضه على طريقة التسيير داخل الحزب. وخلص المصدر للقول إن القيادة الخماسية لحزب جبهة القوى الاشتراكية، التي نصبت في المؤتمر الأخير، هي آلية غير ديمقراطية وعقدت الأوضاع أكثر مما كانت عليه، موضحا أنه حان الوقت لانتخاب رئيس جديد في المؤتمر القادم للحزب تكون له كافة الصلاحيات.