طالب عبد الرحمان بلعياط رئيس القيادة الموحدة لجبهة التحرير الوطني، من رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، بالتسريع في إنهاء العبث والفساد داخل جبهة التحرير الوطني، بعد أن عجز الأمين العام جمال ولد عباس في القيام بالمهام المنوطة به وفشله في مهمة تخليص الحزب من تركة سلفه عمار سعداني. قال عبد الرحمان بلعياط أمس في تصريح ل”الفجر” أن الرئيس بوتفليقة مطالب بالتدخل عاجلا للنظر في وضعية الحزب العتيد قبل محليات 23 نوفمبر المقبل، مشيرا إلى أن المشكل لا يتعلق بالشخص بقدر ما يتعلق بالمهمة التي فشل فيها المعين مؤخرا من قبل بوتفليقة في إشارة إلى جمال ولد عباس، وقال ”لا نريد الإطاحة بولد عباس الذي عينه بوتفليقة وكلفه بمهمة إنهاء العبث والفساد وبتسيير الحزب بصفة منتظمة وفعالة وهو ما لم يقم به ولد عباس، وحاد عن مهمته ونحن نريد إعادة الحزب إلى السكة. وأضاف رئيس القيادة الموحدة أن المشكلة ليست في الأشخاص داخل الجبهة بقدر ما هي مشكلة العمل على تنفيذ المهمة التي أمر بها الرئيس بوتفليقة وذلك عندما قال ”مثلا إذا صلح ولد عباس وطبق تعليمات بوتفليقة فقد تصطلح الأمور داخل الجبهة”. وقبل أسابيع معدودة من الانتخابات المحلية، أبدى بلعياط تخوفات من استمرار الوضع كما هو عليه الآن داخل الجبهة، وهو ما سيؤدي حسبه إلى نتائج مخيبة في الموعد الانتخابي المقبل، في وقت تستعد مختلف التشكيلات السياسية للدخول بقوة في السباق، على غرار غريم الأفلان التجمع الوطني الديمقراطي الذي يرأسه حاليا الوزير الأول أحمد أويحيى. وذهب بلعياط إلى أبعد من ذلك عندما اعتبر أن العمل داخل الأفلان اليوم هو امتداد للتحضير للرئاسيات المقبلة التي تجري قبل أقل من سنتين من الآن، لذلك -يقول محدثنا- فإننا دائما نوجه خطابا لبوتفليقة الرئيس الشرعي للحزب ونقول له ”إن ولد عباس قد انحرف عن مهمته” وهي رسالة من أجل النظر في وضعية الحزب لذلك أنادي الرئيس بالتدخل عاجلا. وعبر منسق القيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني عن امتعاضه من الوضعية التي آل لها الحزب العتيد في ظل الاستمرار في تكريس نفس السياسات والممارسات من قبل الأمين العام، والتي عوض أن يهتم بترتيب البيت والذهاب للمحليات المقبلة بصف واحد والالتزام بالتعهدات السابقة فهو ماض في سياساته في وقت يستعد العتيد لعقد الدورة اللجنة المركزية أكتوبر المقبل. تأتي هذه الاتهامات لولد عباس في وقت لا يزال الحزب على مستوى القواعد يعيش غليانا خاصة ما تعلق بالترشح لانتخابات المجالس الولائية والبلدية المقررة في 23 نوفمبر المقبل، ودخول العملية مرحلة حساسة بدراسة الملفات على مستوى المحافظات لغاية 7 سبتمبر الداخل ليتم بداية من 9 من نفس الشهر الشروع في دراسة ملفاتهم واعتماد القوائم النهائية استعدادا لإيداعها على مستوى المصالح المختصة.