يشكل غياب إحصائيات تعرف بواقع المقروئية في الجزائر عائقا كبيرا لسوق الكتاب المحلي، حسبما أوضحه مختصون في النشر في إطار ندوة على هامش فعاليات صالون الجزائر الدولي ال 22 للكتاب. وسلطت هذه الندوة المنظمة من طرف المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار الضوء على غياب ”بطاقة تعريفية” حول القارئ الجزائري واتجاهات المقروئية في البلاد. وقال الناشر الأسبق سيد علي صخري بأن ”بطاقة تعريفية للقارئ” ستكون الوسيلة ”الأفضل” لتحديد اتجاهات سوق الكتاب متأسفا لكون صالون الكتاب مازال إلى اليوم ”لا يقدم هكذا إحصائيات”. وأضاف أن هذه الأداة ”متوفرة في العديد” من البلدان الإفريقية، حيث تسمح للناشرين ”الاستثمار” في المجالات الأكثر مردودية. وكان مدير المركز الوطني للكتاب قد صرح في 2013 بأن مؤسسته ستضع ”نظاما إحصائيا” يسمح بمتابعة تطور سوق الكتاب من حيث الحركية والمقروئية وكذا القراء، وهذا بهدف تحديد مختلف الفئات التي تشكل فئة القراء في الجزائر، وهو مشروع لم ير النور إلى اليوم. ولدى تطرقه لمشاكل النشر في الجزائر والقارة الإفريقية، دعا سيد علي صخري ”لتحكم أفضل في تكاليف الإنتاج” متأسفا لفرض أغلب البلدان الإفريقية لضرائب ”مرتفعة” على مختلف المواد الأولية لصناعة الكتاب من ورق وحبر وآلات وغيرها. وتأسفت من جهتها الباحثة في علم الاجتماع والمختصة في الاقتصاد المغاربي، فاطمة الزهراء أوفريحة، لكون الكتاب المستورد ”لا تفرض عليه حقوق الجمركة ولا الضرائب” في العديد من البلدان الإفريقية، في حين أن الإنتاج المحلي مفروضة عليه ”ضرائب معتبرة” كما قالت. وقال من جهته الكاتب والناشر السينغالي عبد اللاي ديالو بأن النشر في إفريقيا والسينغال يواجه ”نفس المصاعب” التي تواجه النشر في الجزائر، مضيفا أن سوق الكتاب في السينغال ”ضيق” خصوصا وأن عدد السكان لا يتجاوز 14 مليون نسمة ”نصفهم تقريبا أميون”. وأضاف في هذا الصدد أن الأمية ”مشكل حقيقي” في بلاده خصوصا وأن هناك ”هيمنة مطلقة” لدور النشر الفرنسية التي تستحوذ على ”85 بالمائة” من سوق الكتاب المحلي وكذا اللغة الفرنسية التي هيمنت ”كليا تقريبا” على اللغات المحلية. وشدد عبد اللاي ديالو على أن حركية وتوزيع الكتاب بين العواصم الإفريقية تعتبر من ”أكبر العوائق” التي تواجه الناشرين الأفارقة، مضيفا أن دار نشره أطلقت مشروعا تحت إسم ”الطبع تحت الطلب” يضم وحدة إنتاج تهدف ل”تسهيل حركية الكتاب من عاصمة إفريقية لأخرى”. وحسب المتحدث فإن هذا المشروع الذي يضم حاليا ست منصات انطلق أولها بدكار (السينغال) في 2017 وخمس عواصم أخرى في إفريقيا الغربية سيدشن أيضا منصتين أخريين في كل من الجزائر والمغرب في 2020”.