التعرف إلى الشخصيات العامة والمشهورة.. رغبة يشترك فيها الكثير من الناس؛ فمعظمنا يجد في نفسه ميلاً تجاه شخصية ما، برزت في مجال من المجالات المختلفة، كالرياضة، أو الفن، أو الثقافة، أو غير ذلك. وقد تسنح الظروف فعلاً للاقتراب والتعرف إلى تلك الشخصية، ليتحول الحلم إلى حقيقة في لحظة غير متوقعة غالباً، لكن ما بعد هذه اللحظة يظل أمراً مجهولاً؛ فقد يكون حلماً جميلاً بالفعل، لا يريد الشخص الاستيقاظ منه، وقد يكون كابوساً ثقيلاً، يتمنى أن تحدث معجزة وتزيحه عن صدره. ويتحدد هذا بحسب طبيعة الشخصية محور الاهتمام؛ فبعض الشخصيات يزدادون ألقاً كلما ازدادوا قرباً من الناس، وبعضهم يحدث له العكس. ويحدث في كثير من الأحيان أن يكون الكبير كبيراً، ويكون مقامه عالياً، ولكنه يصغر فجأة، ويسقط في لحظة، لأنه لم يكن كبيراً في موقف ما، كان من الضروري أن يتسامى فيه عن هوى نفسه. والكلمة دلالة على صاحبها، فإذا تكلم شخص ما، فإنه يكشف عن قطعة من عقله، وقطعة أخرى من نفسه، لذلك يجب على الإنسان أن يكون حريصاً على كل كلمة يتلفظ بها، وأن يزن كلامه بميزان أشد حساسية من ميزان الذهب. هذا إذا كان الإنسان شخصاً عادياً من عامة الناس؛ فكيف إذا كان شخصية عامة، كبيرة القدر بين أفراد المجتمع؟ السلوك أيضاً يدل على صاحبه، وهو أحد الدلالات الواضحة التي تكشف عن سمات أساسية في أي شخصية. كما يجب على الكبير أن يكون كبيراً في كل شيء؛ فإذا كان كبيراً في مجاله، وفي منزلته الاجتماعية، فعليه أن يكون كبيراً بأخلاقه، وطباعه، وسلوكياته؛ إذ لا يكون الكبير كبيراً إن اختار أن يكبر متى شاء، ويصغر متى شاء.