ومن هذا المنطلق، دعت تومي إلى إعادة النظر في تصاميم عدة هياكل توشك بعض منها على نهاية أشغالها كدار الثقافة بمدينة القليعة مثلا التي شهد مشروع إنجازها تباطؤا ملحوظا خلال سنوات خلت، وأمرت الوزيرة بتغيير حجم فضاء مسرح الهواء الطلق من 6 أمتار إلى 15 مترا للتمكن من استغلاله لإقامة حفلات موسيقية لفرق يصل تعدادها إلى 60 فردا• كما نال مشروع المركز الوطني للصورة الفنية الذي شرع في إنجازه مؤخرا بمدينة القليعة أيضا قسطا من ملاحظات الوزيرة التي أمرت بإعداده وفق ما يحفظ منتوجاته ووسائل عمله من التلف، فيما حظيت مدينة القليعة أيضا بمشاريع ثقافية أخرى تليق بها كعاصمة ثقافية جهوية، حيث أدرج بها مشروع مدرسة الحرف الفنية التي خصصت لها قطعة أرضية من 12000م2 على أن يتم إدماجها مؤقتا بدار الثقافة المرتقب استلامها بعد 6 أشهر في انتظار تجسيد المشروع إضافة إلى معهد جهوي للموسيقى ومكتبة جهوية ضخمة• أما مدينة شرشال الأثرية فقد حظيت هي الأخرى بقسط وافر من المشاريع الثقافية، حيث تمكنت الوزيرة تومي من انتزاع موافقة غير مشروطة من والي الولاية تتعلق بتخصيص قطع أرضية بالمدخل الغربي للمدينة لإنجاز قصر للمؤتمرات وفندق لإيواء الفنانين ومكتبة جهوية ومسرح جهوي، ناهيك عن ترميم المسرح الروماني بالمدينة بالاستعانة بخبراء من اليونسكو بالشكل الذي يتيح اعتماد مهرجان للموسيقى لفائدة العائلات القاطنة بالمنطقة• وأمرت تومي بتشكيل لجنة تقنية للتحقيق في هيكل المتحف الجديد للمدينة الذي أصيب بشقوق معتبرة خلال زلزال 2003 من حيث اعتماده كمخبر وطني متخصص في الترميم ومركز للفسيفساء كاقتراح قد يكون هو الأنجع بدلا من تسميته كمتحف للمدينة، في حين طرحت قضية تحويل المتحف القديم إلى متحف وطني بعد توسيعه غير أن السلطات المحلية تحفظّت على المبادرة بحجة احتواء المرافق المجاورة على مقر دار البلدية والمصالح التقنية للدائرة• أما بفوراية فقد حظيت زاوية سيدي براهيم الخواص بعناية خاصة من لدن الوزيرة تومي التي وعدت بتقديم يد العون والمساعدة للقائمين عليها بغرض ترميمها وترقيتها إلى زاوية حديثة بوسعها تكوين طلبة على غرار سابق عهدها، كما انتزعت السلطات المحلية لدائرة فوراية موافقة مبدئية من وزيرة الثقافة تقضي بتصنيف المعلم التاريخي ببلدية مسلمون الذي شهد لقاء تاريخيا بين الحلفاء في 22 أكتوبر 1942 ترأسه الجنرال كلارك بحيث تمخض عنه تحرير شمال إفريقيا وأوروبا من هيمنة دول المحور حينذاك مع ترميمه وتثمينه• وبالنظر إلى كون ولاية تيبازة تعتبر ثرية بالمواقع الأثرية والتاريخية فقد أعدت الجهات المعنية مخططا دائما لحمايتها وهو المخطط الذي شرع مكتب متخصص في إعداد دراسة له في نوفمبر الفارط، على أن يمر عبر ثلاث مراحل، ومن المرتقب أن يصبح مستقبلا بمثابة مرجع عقاري لا يمكن التفريط فيه عند إعداد مختلف المشاريع الإنمائية المحلية•