تشهد المراكز الصحية في الجزائر غياب أقسام خاصة باضطرابات الذاكرة التي تخص مرض العتاهة وخاصة مرض الزهايمر، مما يصعب من اكتشاف المرض في وقت مبكر خاصة مع زيادة عدد المصابين وجهل الأسباب الحقيقية له• وحسب الدكتور صالح لعور مدير مجلة كراسة الصحة فإن مرض الزهايمر أصبح متفشيا بكثرة بين فئة المسنين خاصة أمام ازدياد المدى المتوسط لحياة المواطن الجزائري، مؤكدا أن أسباب مرض الزهايمر الذي يصيب المخ ويؤدي إلى تلف الخلايا العصبية في مناطق معينة من المخ منها الوراثية، تتسبب فيه بعض الموروثات الموجودة على الصبغية 19، وهكذا توجد بعض الإصابات العائلية النادرة وتحدث متتالية مع الأجيال وتظهر قبل 65 سنة، لكن في أغلب الأحيان تكون الأسباب غير وراثية• ومن جهة أخرى يتم تشخيص مرض الزهايمر بالفحص السريري ولا يوجد حاليا أي فحص بيولوجي يثبت قطعيا هذا التشخيص الذي يتم انطلاقا من الأعراض التي تظهر على المريض• ومن مظاهر المرض أكد الدكتور صالح لعور أنها متعددة ومن بينها اضطرابات الذاكرة للأحداث الراهنة قبل اضطرابها للأحداث القديمة القديمة وبدرجة اشد التي تزداد حدة وانعكاسا على حياة اليومية للمصاب، بالإضافة إلى اضطرابات في الكلام والتعبير بالكتابة مع عسر القراءة في المراحل الأولى للمرض، فيصبح كلام المريض خال من أدوات التعريف وحروف الوصل ويخلط بين صيغ المفرد والجمع والمؤنث والمذكر• كما أن المرض ينقص من قدرات المريض بحيث أنه يعاني من التيهان في الزمان والمكان ويصعب عليه التكيف مع كل وضعية جديدة، أما نفسيا فيكون مضطربا في السلوك والمزاج على أنماط مختلفة لكن كثيرا ما يغلب القلق والكآبة فيضطرب نومه فيصبح سريع الانفعال والغضب•