تنظم مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو تحت إشراف وزارة الثقافة خلال الفترة الممتدة ما بين ال15 افريل الجاري الى غاية ال18 من نفس الشهر بدار الثقافة مولود معمري الأيام التكريمية للفنان القبائلي علاوة زروقي الذي رحل عنا بتاريخ ال14 نوفمبر من سنة 1968م بفرنسا إثر مرض ألزمه الفراش لمدة طويلة وهو ينتقل بين مستشفيات باريس. وقصد إعادة الاعتبار لوجوه الثقافة الجزائرية عامة والأمازيغية على وجه الخصوص تم تسطير برنامج مميز ومتنوع يؤرخ لمسيرة هذا الفنان الذي عاش شبه مغترب عن وطنه الأم الجزائر وموطنه الصغير مسقط رأسه باملوا بلدية الصدوق بولاية بجاية وهذا من خلال معرض متواصل يجسد اهم المراحل الفنية الكبرى التي ميزت مشواره طوال سنوات بالتركيز على ما تناولته الأقلام الصحفية عن هذا الرجل المتواضع وهي الصفة التي اتسم بها عندما كان حيا، إضافة إلى عروض فيديو وروبورتاجات حية تتناول حياة علاوة زروقي ومسيرته الفنية من إنجاز الصحفي والوجه التلفزيوني السيد شريف معمري الى جانب عرض فيلم وثائقي تحت عنوان ثينكرا الذي تم تصوير لقطاته بمنطقة الصندوق، حيث ترعرع وعاش مراحل طفولته بين أحضان الطبيعة العذراء والجبال الشامخة وهي تطل على ضفة المتوسط والمناظر الطبيعة الساحرة. كما سيتخلل هذا التكريم حضور مميز لرفقاء الراحل من فنانين والعديد ممن عايشوه من خلال إلقائهم شهادات حية عن هذا الرجل الذي مات غريبا عن أهله، إلى جانب إلقاء محاضرة قيمة من طرف رشيد مختاري تتناول مسيرة علاوة زروقي والتطرق الى اهم ما أنجزه خلال مشواره الفني على أن يتم في اليوم الأخير توزيع جوائز شرفية على كل المتدخلين الذين ساهموا في التعريف بعلاوة زروقي الذي أنجبته قرية امالوا ببلدية الصدوق بولاية بجاية بتاريخ ال5 جويلية سنة 1915م من أسرة محافظة تتمتع بقدر كبير من المعرفة والمتشبعة بقيم مبادئ الدين الإسلامي فهي كثيرة العطاء، ما أهله لأن يدخل عالم الفن في سن مبكرة. والده يدعى صغير بن ارزقي كان إماما بنواحي ايت ايدل حيث قرر تسجيله للدخول في المدرسة الدينية التي يديرها آنذاك قصد تعلمه أكثر مبادئ الدين الإسلامي، وعندما وصل سن المراهقة اكتشف وجود شيء جديد بداخله.. حبه الكبير للشعر والأغنية فاتخذ من عاصمة الحماديين في مراحلة الأولى مستقرا له فراح يشارك العائلات أفراحها فيغني من أجل كسب المال والتعريف بموروث المنطقة، إلى أن التقى بعدد من الفنانين في الفن الاندلسي فأخذ منهم ما ييسر له مساره الفني والذي تتلمذ على يد الشيخ الصادق البجاوي. وفي منتصف الأربعينيات ترك علاوة زروقي مسقط رأسه ليلتحق بباريس حيث سطر لنفسه مشوارا آخر في الفن حيث أتيحت له فرصة التعامل مع العديد من المنتجين الذين أعجبوا بسحر صوته وهنا بدأ يدخل عالم الشهرة بداء بمنتوجه الأول بعنوان "الهاتف يرن" وكذا "أصدقاء اليوم كيف "وأتيحت له هناك فرصة التعرف على نوارة التي تزوج منها ليرزق بطفلين الاول محمد الصغير والمورة وهذا في 1953م، وهنا بدأ ظهوره بقوة في المناسبات المختلفة التي أحياها منها الحفل الكبير بقاعة ابن زيدون في 1959م. وفي 1965م أحيى حفلا آخر بقيادة اركيسترا الشيخ ميسوم حيث قام بجولة فنية عبر العديد من مناطق بالجزائر، كما ترك رصيدا فنيا مميزا مثل الباخرة سيدي عيش "وأتوسل إليك أيها الطائر طير زهاراولاش"، الى جانب الأرض تحتفظ بخصوصيتها، ليرحل عنا علاوة زروقي بتاريخ ال17 نوفمبر من سنة 1968م برفقة الفنان دحمان الحراشي إثر حادث مرور ألزمه الفراش لمدة طويلة وهو الذي مايزال اسمه في قلوب أبناء منطقة القبائل لاسيما بتيزي وزو وبجاية رغم مرور 40 سنة على وفاته.