تحولت قاعة السينما الكبيرة لدار الثقافة مولود معمري بتيزي، مساء الخميس الماضي، إلى فضاء فني وأدبي مميز صنعه ما يزيد عن ألف منخرط من مختلف المواهب الفنية والأدبية بالولاية كلهم رغبة في التعبير كل على طريقته الخاصة. ولم تتسع القاعة للعدد الهائل من الوافدين إليها من داخل الولاية وخارجها، حيث حظيت أشغال هذه الورشات باهتمام واسع خاصة بحضور ممثلين عن قطاع الثقافة لولاية بجاية وممثلين عن الوزارة المعنية، وهو ما أعطى لهذه التظاهرة صبغة احتفالية مميزة باعتبارها جمعت ما يزيد عن ألف منخرط من مختلف الطبوع والمواهب كلهم التقوا في رحاب المنافسة لفرض وجودهم وسعيا منهم إلى التعريف بإنجازاتهم حتى وإن كانت بسيطة في أدائها لكنها كبيرة من حيث محتواها وهي التي تزاوجت فيها مختلف الطبوع الفنية الجزائرية بما يعادل35 ورشة متنوعة منها الخاصة بالرسم التي تضم لوحدها 8 ورشات تتجسد أساسا في المنمنمات الخط العربي الإسلامي، الزخرفة، عرض لوحات باستعمال الألوان المائية الزيتية وكذا الزخرفة النباتية، إلى جانب ورشات أخرى خاصة بالشعر منه ما ألقي بالعربية والأمازيغية وكذا الفرنسية، مع ورشات مماثلة تتجسد أساسا في الفن بمختلف أشكاله منه الفن التشكيلي والرقص الفلكلوري والكلاسيكي مع عروض مسرحية وأخرى موسيقية منها الشعبية والشرقية والأندلسية، هذا إلى جانب تسجيل الحضور القوي للفن الدرامي الذي يعتبر من أهم الفنون المعاصرة الحاضرة بقوة في مختلف المناسبات بالنظر إلى الطريقة المميزة التي يتم توظيفها في معالجة مختلف المشاكل والظواهر الاجتماعية بطريقة عفوية وهزلية في أحيان أخرى، ما يولد تشويقا كبيرا في نفوس المتتبعين والجمهور العريض لاسيما وأن هذا الفن يعتبر وسيلة لتربية الأطفال وتعليمهم. هذا وينتظر أن يستفيد مواطنو ولاية تيزي وزو من قاعة كبيرة تتسع لأزيد من ستة آلاف متفرج لتفك بذالك الحصار على القاعة الكبيرة لدار الثقافة مولود معمري التي تعج عن آخرها في التظاهرات الثقافية الهامة.