البعض منا قد يتساءل، لقد دعوت الله فلم يستجب لي، لماذا؟ وقد يشرد ذهن بعض هؤلاء الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم "فيظنون أن الله تعالى قد أخلف وعده، لهؤلاء نقول: "أنتم دعوتم الله دون استخدام ما وهبكم سبحانه من إمكانات" لذلك كانت دعواتكم من غير اضطرار، لأن الله يستجيب الدعاء ممن استنفد كل أسباب الدنيا، فتوجه إلى الله تعالى بقلبه وعقله، ومطعمه حلال ومشربه حلال، كما أن الدعاء المرجو قبوله لا يضر بصالح قوم آخرين، ثم إن الاستجابة قد تكون فورية في الدنيا وقد تؤجل لآخرة لمصلحة العبد المؤمن فعندما يضعف مثل هذا المؤمن في أي موقف، فإن الله سبحانه يعين هذا الإنسان على تحقيق ما يرجوه• وهذه المسالة تعلمنا أن الحق سبحانه وتعالى له جند لا يعلمهم إلا هو، يمد بهم المضطر المؤمن الذي استنفد كل الأسباب• إن خلاق الكون لا يتخلى أبدًا عن عبد مؤمن استنفد كل الأسباب المشروعة لتحقيق هدف في إطار المنهج الإسلامي، لذلك، يطمئن الله عباده المؤمنين، بأن الواحد منهم لا يواجه المتاعب التي فوق قدرته بمفرده، ولكن العبد المؤمن يواجه الحياة كلها مستندًا إلى قوة من آمن به وأخلص في عبادته له، فما دام العبد قد اختص الله بالعبادة أركانًا وبنيانًا، فالمؤكد أن الله يغيث، وينجد العبد الطائع الداعي الذي استنفد قدرته على مواجهة مشاكله• اعلم أخا الإسلام أن الدعاء بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربة لا بحده، فمتى كان السلاح تامًا لا آفة به، والساعد ساعدًا قويًا، والمانع مفقودًا، حصل المطلوب، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير•