تم إحصاء 110 موقع أثري يعود معظمها إلى العصور القديمة الرومانية منها والعثمانية وكذا حقبة ما قبل الاستعمار حسب مدير الثقافة بالطارف الذي قال إن بعض المواقع الأثرية لم يتم إحصاؤها نظرا لغياب معلومات محددة بشأن حقباتها التاريخية مما يحول دون تصنيفها وترميمها. وتشهد هذه المواقع التي تضم معالم تاريخية لاتزال قائمة بمحاذاة المناطق الغابية على تعاقب العديد من الحضارات التي شهدتها منطقة المتوسط على منطقة الطارف، حسب نفس المسؤول الذي أوضح بأن المختصين في علم الآثار يرجعون أغلبية هذه المعالم إلى الحضارتين البيزنطية والرومانية. وتتمثل المواقع الأثرية التي اكتشفت بالفضاءات الغابية لمنطقة الطارف في مزارع فلاحية ومعاصر للزيوت وقبور ومعالم تعكس أنماط الأنشطة التجارية التي كانت تمارس خلال الحقب التاريخية القديمة. وأوضح مدير الثقافة بأن العديد من هذه المواقع أدخلت عليها العديد من التعديلات مع تعاقب الحضارات بحيث استخدمت الحجارة الكبيرة في بناء أسوار. وأضاف بأن الموقع الأثري "طبايبية" ببلدية رمل السوق يعد شاهدا على أن تلك الأصوار كانت موجهة لمراقبة تنقل حركة البضائع والأشخاص والدفاع عن المنطقة من الخطر الخارجي. وأشار من جهة أخرى إلى أن نقص المعلومات التاريخية يبقى عائقا أمام محاولات إعداد بطاقات خاصة بهذه المواقع والمعالم الأثرية وخاصة منها معاصر الزيتون التي اكتشفت بمنطقة أم الطبول وراس زغلاب ودريدير وبوقوس، وكذا الموقع الأثرى "قصر لالا فاطمة" الذي اكتشف بالبلدية الحدودية "العيون" الذي يطل على سهول فلاحية لاتزال تحمل آثار شبكة الري التي كانت تستعمل آنذاك لسقي الأراضى ومعالم عتيقة. وعلى الرغم من تعدد وأهمية هذه المواقع الأثرية بالطارف فإن غياب معلومات محددة بشأن حقباتها التاريخية "يبقى حائلا دون الشروع في عمليات التصنيف والترميم والتثمين" يقول مدير الثقافة للولاية.