من جهة أخرى، قال ولد خليفة لجريدة "الفجر" إن فيلم "عائشات" الذي يتم عرضه حاليا بقاعة سينما السعادة بوهران يعد من أقل الأفلام من حيث الميزانية التي تم إنجازها في الجزائر، حيث رصدت له ميزانية تقدر بأربعة ملايير سنتيم فقط في الوقت الذي تقدر فيه ميزانيته الحقيقية بسبعة ملايير سنتيم• ويقول المخرج "تمكنا من التكيف مع ما توفر لدينا لإنجاز العمل الفني الذي استغرق تصويره 26 يوما، فيما تم تخصيص ميزانية قدرت ب 900 مليون دينار لفيلم "ظلال بيضاء" وهذا ما يعكس أن أجور الممثلين الجزائريين ضعيفة مقارنة بزملائهم من دول أخرى"• وقال ولد خليفة خلال إشرافه، يوم الخميس، على الندوة الصحفية التي عقدها بفندق "روايال" إن فيلم "عائشات" الذي يجسد أحداث نساء حاسي مسعود اللواتي اقترفت في حقهن جريمة اغتصاب واعتداء لا يمكن نسيانها وكانت ستنسى لولا أن وسائل الإعلام فجرت الأحداث على صفحات الجرائد وتناولناها نحن كمخرجين في الأفلام التي تبقى نابعة من المجتمع لأن الاغتصاب ظاهرة حقيقية، ويوميا يتم تسجيل عشرات الحالات، وبالرغم من ذلك، يضيف المخرج، فإن الأحكام القضائية لم تصدر في حق المتورطين في مثل هده العمليات التي أصبحت تتكرر كل يوم وبأبشع الصور• وفي ذات السياق قال سعيد ولد خليفة ل"الفجر" إن فيلم عائشات لم يكسر كل الطابوهات التي تعبر بعمق عن معاناة المرأة لا لشيء لأن "المجتمع به طابوهات عديدة ومكبل بجملة من التقاليد جعلت المواطن يختفي وراء هذه الممنوعات حتى لا يتحمل مسؤولية العنف الذي تعاني منه المرأة"، مضيفا أن هذه الطابوهات ستبقى قائمة ولا يمكن ترجمتها بسهولة ما جعلنا اليوم بحاجة إلى "فرويد" عربي، على حد تعبيره• هذا بالإضافة إلى أن كسر الطابوهات ليس من دور المخرج وإنما دور المجتمع والفيلم أعطانا فرصة لتبادل الآراء، والمخرج الذي يدعي كسر الطابوهات مخطئ وهذه الكلمة لم نكن نستعملها إلى جانب أننا قمنا بإزالة بعض المشاهد الخاصة بالبيوت• ويضيف المتحدث أن الفيلم ليس له رسالة أو دور سياسي وإنما له دور التمثيل والمشاركة في المهرجانات، وقد سبق أن عرض في مهرجان السينما العربية سنة 2007 بوهران• وبالنسبة للمشاريع الجديدة فقد أوضح ولد خليفة للصحافة عن مشروع فيلم يروي قصة حياة المناضل الثوري، وشهيد المقصلة "أحمد زبانة" والذي سيتم إنجازه مع الكاتب عز الدين ميهوبي مدير عام الإذاعة الوطنية، واستغرقت كتابة سيناريو الفيلم مدة ثلاث سنوات من سنة 2004 إلى جانب إنجاز فيلم "رمد الياسمين"• وقالت بطلت فيلم "عائشات" الممثلة ريم تاكشوت التي مثلت در "سلمى" إنني أديت واجبي الفني وأنا سعيدة جدا لأن المخرج ولد خليفة وضع كل ثقته في الممثلين وأعطانا فرصة لتجسيد معاناة المرأة وأنا أفضل دائما العمل مع المخرجين الذين يقدرون المواهب الفنية للممثل وليس مثل البعض ممن يقولوا للممثل ما اسمك، وقد استدعيت لتمثيل الدور بعدما أبدعت في فيلم "حنان امرأة" ومنه منحني المخرج فرصة في البطولة لفيلم "عائشات"• أما الممثلة سامية مزيان فقد صرحت بدورها أن حلم كل ممثل هو أن يؤدي أدوارا مختلفة وقد "سبق وقمت بدور "أسماء" في فيلم "المنارة" لبلقاسم حجاج الذي يعبر أيضا عن اغتصاب ضد المرأة وكل أمنياتي أن أجد أدوارا عديدة لتفجير كل المواهب الفنية المكبوتة بداخلي لأجسدها في أدوار فنية"• وأعلن المخرج سعيد ولد خليفة أنه لا ينبغي انتظار المناسبات للانطلاق في إنجاز الأفلام وتدعيمها "وإلا توقفنا عن العمل"•