وأفاد الشهود أن المحلة الكبرى تحولت إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، وأن قوات الأمن تنتشر بأعداد تبدو غير مسبوقة في ميادين وشوارع المدينة التي يصل عد سكانها الى مليون ونصف المليون نسمة• وقال شاهد: "الحركة شبه منعدمة والمدينة تحولت إلى مدينة أشباح، كل 50 مترا تجد سيارات محملة بقوات مكافحة الشغب وعددا من الضباط يجلسون إلى جوارها في وضع استعداد لتجدد المصادمات، المتاجر لم تفتح أبوابها"• وذكر سكان في المدينة أن قوات الأمن تقوم منذ يومين بعمليات احتجاز عشوائية في المدينة، وأن عدد من ألقت القبض عليهم يصل الى 200 شخص• لكن مصادر أمنية ذكرت أن السلطات تنفذ حملة لالقاء القبض على هاربين من تنفيذ أحكام قضائية• ويتزامن الإضراب مع احتفال مبارك بعيد ميلاده الثمانين وسط موجة من الاحتجاج الشعبي ودعوة وجهت على الانترنت للمصريين بالبقاء في منازلهم وارتداء الملابس السوداء اعتراضا على ارتفاع الأسعار• ومن ناحية أخرى، أجمعت الصحف المصرية الرسمية على مديح مبارك, وعنونت صحيفة "أخبار اليوم" "ليه نحن نحبك يا ريس"، فيما اعتبرت صحيفة الجمهورية أن مبارك "بطل العدالة الاجتماعية", مذكرة بإعلانه الأربعاء الماضي رفع الرواتب بنسبة 30% لمواجهة ارتفاع الأسعار• لكن زيادة الرواتب لم توقف سيل الرسائل النصية والرسائل الالكترونية التي دعت للإضراب الأحد احتفالا بذكرى عيد ميلاد مبارك الذي يحكم مصر منذ عام 1981، حيث دعت مجموعة على موقع "فيس بوك" اجتذبت نحو 75 ألف عضو، المصريين الى "ارتداء الملابس السوداء" وإلى "ان يحاول الجميع بقدر استطاعتهم البقاء في المنازل وتعليق علم مصر ورايات سوداء"، اضافة الى "مقاطعة شراء أي سلع ومقاطعة الجرائد الحكومية المضللة والكاذبة"• وأعلن محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين, حركة المعارضة الرئيسية في مصر, أن الجماعة تؤيد يوم الاحتجاج الشعبي على ارتفاع اسعار المواد الغذائية• وقد أطلقت دعوة على الانترنت نداءً للبقاء في المنازل بعد يوم احتجاج مماثل على ارتفاع الاسعار في السادس من افريل ، إلا أن حركة الاحتجاج في ذلك اليوم بمدينة المحلة الكبرى (وسط الدلتا) التي تضم مجمعا كبيرا لصناعة النسيج تحولت الى مواجهات وأعمال شغب اسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى•