وحسب ما علمته "الفجر" من مصادر مسؤولة على مستوى الديوان فإن هذا الإجراء يأتي ضمانا لتعزيز وحدات هذه المؤسسة عبر تراب ولاية تيزي وزو التي هي بحاجة ماسة إلى مثل هذه المشاريع التي من شأنها أن تعيد الحياة لسكان المنطقة من خلال التكفل الأمثل بانشغالاتهم ودراسة كل مقترحات المسؤولين المحليين بما فيهم رؤساء البلديات المدعوين إلى إنجاح هذه العمليات المسجلة في إطار التنمية المحلية التي تبقى من الأولويات الأولى للسلطات، تفاديا لمشكل الاحتجاجات والاعتصامات التي تعيد نفسها من حين لآخر• كما أنه وحسب ذات المسؤول فإن استحداث هذه المراكز التي ستمس في المرحلة الأولى بلديات الجهة الشرقية لتيزي وزو بما فيها فريحة وعزازفة، ستكون بمثابة التطبيق الفعلي لمشروع طالما كان يراود حنين أهل المنطقة وبإنجازه ستنتهي معاناتهم بخصوص مشكل المياه القذرة التي كثيرا ما تطفو إلى السطح، مشوهة المظهر الحقيقي لهذه المناطق، ناهيك عن المخاطر الصحية التي تنجر عنها هذا ويجري حاليا ربط وتوسيع مختلف شبكات الصرف مع تفريغ مختلف المواد غير الصالحة والمختلطة بالمياه القذرة• كما ستسهل عملية استفادة بلديتي فريحة وعزازفة في وقت سابق من محطة للتطهير، تصفية المياه المستعملة من طرف العائلات والتي تقذف بها خارجا ما يولد في الكثير من الحالات مظهرا تشمئز له النفوس ويجلب الباعوض لاسيما في فترات الصيف• وإن كان هذا المشكل يطرح بشدة في المنطقتين المذكورتين فإن الحديث عن مناطق تادمايت وبوغني بعيد عن هذا المشهد المقزز في غالبيته، حيث استفادتا حديثا من محطة مماثلة موجهة لتصفية المياه القذرة ما قلص بكثير حجم المخاطر التي تسببها هذه الظاهرة التي ماتزال الهاجس الاول في مناطق أخرى بما فيها الواقعة على حدود ولاية البويرة والتابعة لدائرة ذراع الميزان على بعد55 كلم عن مقر الولاية تيزي وزو التي ينتظر أن تتعزز في القريب العاجل بآلية المعالجة البيولوجية للمياه القذرة بطاقة تصل إلى 4500 متر مكعب• يحدث هذا في الوقت الذي تتوفر ولاية تيزي وزو منذ أكثر من ثماني سنوات كاملة على محطتيين فقط للتطهير تشتغلان بدون انقطاع وهذا بطاقة استيعاب تصل إلى 21750 متر مكعب والتي تتكفل بإعادة تصفية المياه المستعملة والتي كانت تصب سابقا في وادى سيباو الذي أصبح اليوم مهددا بكارثة ايكولوجية حقيقية، جراء النهب العشوائي الذي يطال رماله، ناهيك عن استنزاف المساحات الفلاحية المتواجدة على ضفافه وكذا التصدع الذي تسببه هذه الظاهرة في أعمدة الجسور العابرة لهذا الوادي الذي أصبح من جهة أخرى مهددا بالتلوث من خلال الرمي العشوائي للنفايات المنزلية بداخله، في ظل التكتم التام للسلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا لتكتفي بوقفة المتفرج، خاصة إذا علمنا ان وادي سيباوى يمول سكان تيزي وزو بنسبة80 بالمئة، مما يستوجب من طرف الجهات القائمة ضرورة إعادة الآبار المتواجدة على ضفافه قصد ضمان الماء الشروب الذي يزداد البحث عنه كلما حل فصل الصيف• كما سيشرع الديوان الوطني للتطهير في مرحلته الثانية بإقرار مشاريع توسعة قدرات تطهير محطلات كل من بلديتي تيفزيرت الأثرية وذراع بن خدة إلى جانب ازفون الساحلية، تفاديا لتلوث مياه الأودية المتواجدة بتراب تيزي وزو، وهي العملية التي تدخل في إطار تطبيق بنود ميثاق برشلونة الإسبانية الذي ينص على ضرورة حماية البحر الأبيض المتوسط من خطر تسربات المياه القذرة المستعملة، وهذا في آفاق 2012م، علما أن منطقة تيفزيرت كانت قد شهدت في السنوات الأخيرة حالة خطيرة بعد تسرب مياه قذرة إلى أحد شواطئها، ما ولد إصابات عديدة لدى المواطنين بأمراض جلدية ماتزال آثار البعض منها إلى غاية اليوم•