كشفت الفنانة بلبحار سهيلة من خلال معرضها المعنون "ملونة ولع، ملونة مصير" المقام بدءا من أمس الجمعة وعلى مدى 20 يوما في متحف "نصر الدين دينيه" ببوسعادة بولاية المسيلة على مخزونها من اللوحات الزيتية التي أنجزت أولاها في نهاية الستينيات رغم معارضة الأهل . وشقت الفنانة حسبما أكدته طريقها منذ العام 1972 في معرضها الأول الذي كان والدها يعتقد أنه الأخير لتكف عن العرض وممارسة الفن في العلن لفترة إلى أن باركها الوالد بعد أن اكتشف أنها كانت تمضي لوحاتها باسم مستعار لتستأنف الرحلة من جديد. ويستضيف متحف "نصر الدين دينيه" الفنانة للمرة الثانية حيث تعرض للجمهور البوسعادي من خلال لوحاتها العشرين التي انتهجت في معظمها الفن التجريدي جوانب عدة من الحياة. ويتجلى تأثر بلبحار بالفنان دولاكروا من خلال إعطائها مساحة كبيرة في أعمالها للمرأة والمكانة التي تحظى بها في الأسرة الجزائرية. وكان البحر ايضا ومسجد كتشاوة ومنارة الجزائر والمجوهرات التقليدية من الرديف والمقياس والأقراط حاضرين بقوة في تشكيلة الفنانة إلى جانب أصحاب البارود. ولكون الفنانة ابنة مدينة الورود البليدة قامت السيدة بلبحار بقطف باقات من الورد لتحولها إلى مواضيع عرضتها بالمناسبة وعنونتها بالسينفونية الزرقاء والربيع والأحلام أو ورد البليدة أو ميموزا حيدرة. وتقول السيدة حيون مديرة المتحف الوطني "نصر الدين دينيه" بأن سهيلة "استطاعت على مدى نصف قرن أن تمارس فنها دون قطيعة في فترة كان من الصعب جدا لامرأة أن تبرز موهبتها وأن تفرض نفسها" مضيفة بأن عبقرية الفنانة تكمن في قدرتها على اقتناص اللحظة الفريدة من نوعها في تراثها العاطفي. ويقول بلبحار محمد ماسن الفنان التشكيلي والناقد الفني إنها "تتفوق خبرة في وجود عناوين لديها روائح الغربة مثل أصحاب البارود والمداحات والشطاحات ولم تتخلف عن اختيار أزهار باقتها كسلطان الغابة والخشخاش المنور وباقات زهرة الزنبق والسوسن والنرجس الأصلي".