قرر وزراء خارجية دول المنتدى المتوسطي تنظيم اجتماع آخر للفصل في موقفها والخروج برؤية موحدة حول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط• وسيعقد الاجتماع عشية انعقاد قمة باريس في 13 جويلية المقبل والتي ستكون قمة تأسيسية• ويعود سبب اتخاذ قرار الالتقاء مجددا لمناقشة ذات المشروع أمس خلال اجتماع اللجنة الوزارية ال 15 للمنتدى المتوسطي بالجزائر، إلى عدم تمكن المشاركين في اللقاء من الحصول على إجابات واضحة ومدققة عن الاتحاد من أجل المتوسط• وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية "مراد مدلسي" في ندوة صحفية عقدت في ختام الإجتماع بفندق "الشيراطون" "أنه لا يمكننا تقبل المشروع كلية حتى وإن كانت لدينا نظرة إيجابية عنه " والسبب حسبه يكمن في عدم اطلاع دول الضفة الجنوبية من المتوسط على محتوى المشروع وعدم حصولها على إيضاحات كافية حول بعض الجوانب، خاصة ما تعلق بإضفاء مرونة حول بعض المشاريع• وأكد "مراد مدلسي" على ضرورة الحصول على نسخة من المشروع، تقرر على أساسها المواقف وتمكن من توضيح الرؤى، مشيرا إلى أن الجزائر ليست الوحيدة التي طرحت تساؤلات عديدة فيما يتعلق بالاتحاد من أجل المتوسط، وليست الوحيدة المتحفظة إزاء مشروع نصفه مجهول• وبالمقابل، قال وزير الخارجية "مراد مدلسي" أن قمة باريس لن تكون الفاصل بالنسبة لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط وأن الاجتهاد سيتواصل الى غاية نهاية السنة الجارية من أجل الاتفاق على تنفيذ المشاريع وعلى المسؤولية المشتركة التي يتضمنها مشروع الاتحاد• وأضاف الوزير أن المرحلة القادمة ستخصص للتعريف بمشاريع الإتحاد من أجل المتوسط وتحديد الأولويات، حيث اشترط وزراء خارجية دول شمال وجنوب المتوسط، أمس، إضفاء مرونة على التعاون في المشاريع التي حددت في إطار الاتحاد من أجل المتوسط وعدم اشتراط مشاركة جميع الدول الأعضاء في مشاريع قد تحدد على أساس مصالح ثلاثة بلدان فقط ، أي أن يكون في إمكان عدد من دول الاتحاد الدخول في مشاريع مشتركة تغيب عنها دول أخرى• ولم يجب وزير الخارجية "مراد مدلسي" عن سؤال متعلق بمستوى المشاركة التي تقررها الجزائر في قمة باريس وحضور رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة" من عدمه، ولكنه أكد أنه حتى وإن وافقت الجزائر على العضوية في الإتحاد من أجل المتوسط فإن الانسحاب منه في حال عدم توفر الشروط المتفق عليها مسبقا أمر وارد• ولم يحصر الوزير تحفظ الجزائر عن الموافقة على الاتحاد من أجل المتوسط في مشكل رفض التطبيع مع إسرائيل وقال أن المشاركة في المشروع تعني العمل على احترام موقف الدول من النزاع العربي - الإسرائيل• وقد خصص اجتماع أول أمس لدراسة مشكل هذا النزاع والأزمة في لبنان • وأوضح "مراد مدلسي" أن الإجماع الذي حصل في اجتماع أمس يتعلق بالرغبة في جعل الإتحاد من أجل المتوسط دعما لمسار برشلونة والقضاء على سيطرة الدول الأوروبية على القرارات المتعلقة بالمسائل المشتركة مع دول الضفة الجنوبية للمتوسط، وهي النقطة التي تخوفت هذه الدول من استمرارها وهو ما أكد عليه "مراد مدلسي"، بالإشارة إلى أن التخوف ينطلق من عدم التوازن في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والضفة الجنوبية للمتوسط• من جهة أخرى•، غيبت مسألة مكافحة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا في اجتماع أول أمس وتركت الى المفاوضات الثنائية التي تجريها بعض الدول فيما بينها، منها الجزائر وفرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى مسألة الطاقة، التي لم يتوسع النقاش حولها، فيما كشف وزير الخارجية عن مفاوضات طاقوية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي قد تثمر على اتفاق خلال الشهور القليلة القادمة• للإشارة، ستحتضن إيطاليا الاجتماع المقبل للمنتدى المتوسطي الذي ستقترح خلالها جملة من المشاريع المتعلقة بالتكوين والأمن والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إطار الإتحاد من أجل المتوسط•