عاش سكان مدينة تفرت، عشية أول أمس الجمعة وإلى غاية صبيحة أمس السبت، هلعا كبيرا إثر اندلاع أحداث شغب ومشادات بين مجموعات من الشباب الغاضب، الذي دخل في مناوشات مع أفراد الأمن الوطني، التي لم تتمكن من تطويق الوضع ومحاصرة أعمال الشغب، إلا في صبيحة السبت• الأحداث خلفت أضرارا مادية بليغة في البنايات والممتلكات العمومية، كالتخريب شبه الكلي لمركز البريد الجديد الواقع بحي الحمام ومقر بلدية تبسبست، وأكثر من 20 عمودا كهربائيا للإنارة العمومية والطرق الوطنية، لا سيما الطريق المؤدي من تفرت إلى ولاية الوادي• كما لم تسلم العديد من المحلات التجارية التابعة لبعض الخواص ولافتات حركة المرور من أعمال التخريب• وقائع أحداث أعمال الشغب تعود حسب شهود عيان إلى شجار بسيط وملاسنات بين شابين حول ملكية دراجة نارية، يشتبه أنها قد سرقت من أحدهما، محاولا استردادها من الآخر• ولكون الشابين من عرشين مختلفين، الأول من عرش أولاد سيدي بوعزيز والثاني من عرش بني يسود اللذان يعيشان خلافا شبه دائم، حيث انزلقت الأحداث بين العرشين لتتسع إلى العروش الناقمة عن الأوضاع المزرية التي تعيشها المدينة إبتداء من الزاوية العابدية تبسبست وتفرت، فراحت تصب جام غضبها على الممتلكات العمومية وقطع الطريق المؤدي إلى مدينة الوادي• حيا سيدي بوعزيز وبني يسود ينتميان إلى بلدية واحدة تبسبست، بتعداد سكاني بلغ 25 ألف نسمة بنسبة بطالة قد تتجاوز 25 % أدت إلى ظهور مختلف أنواع الجريمة وتعاطي الخمور والمخدرات، ولاتزال أوضاع المدينة على صفيح ساخن سيما أزمة المياه الصالحة للشرب التي يشكو منها معظم أحياء وعروش وادي ريغ، حيث سبق ل"الفجر" أن نبهت إلى احتقان الأوضاع بسبب المياه والمطالب الإجتماعية الأخرى•