تم يوم الخميس الماضي، في المركب الثقافي لدشرة أولاد موسى ببلدية ايشمول بولاية باتنة إحياء الذكرى الثانية لوفاة المجاهد والمؤرخ محمد الطاهر عزوي بمبادرة من جمعيتي رواد الثورة التحريرية وكذا مسيرة الثورة بالأوراس. وتضمنت التظاهرة التي حضرها جمع غفير من أصدقاء المجاهد وتلاميذه وأبناء المنطقة وإطارات من مديريتي الشؤون الدينية والأوقاف والتربية المساهمتين في هذه المبادرة، بتقديم العديد من المداخلات التي أبرزت مناقب الفقيد لاسيما نشاطه خلال الثورة التحريرية وإسهاماته بعد الاستقلال في كتابة تاريخ الثورة التحريرية خاصة بمنطقة الأوراس. وركز المتدخلون على مشاركات المجاهد والمؤرخ محمد الطاهر عزوي في أغلب الملتقيات الإسلامية وتلك الخاصة بالثورة التحريرية، إلى جانب أبحاثه في مختلف جوانب ثورة نوفمبر المظفرة ومقالاته الفكرية مع جمعية أول نوفمبر لتخليد مآثر الثورة بالأوراس وكذا كتبه التاريخية التي وصل عددها الستة ومن بينها مصطفى بن بولعيد والثورة الجزائرية والمعتقلات إبان الفترة الاستعمارية، وكان آخر إصدارت هذا المؤرخ كتاب حول الغزو الفكري والثقافي في العالم الإسلامي في سنة 1999. وتم على هامش التظاهرة تكريم 60 متفوقا في مختلف امتحانات نهاية السنة الدراسية لبلديات دوائر ايشمول وتلوت وآريس إلى جانب نجباء المدرسة القرآنية بقرية أولاد موسى في حفل بهيج نال إعجاب الحاضرين. جدير بالذكر أن المجاهد والمؤرخ الطاهر عزوي قد ولد في 8 أكتوبر من سنة 1929 بدوار أيشمل وحفظ القرآن بمسقط رأسه، ليكمل تعليمه الابتدائي بقرية مشونش قبل أن ينتقل إلى الدراسة بولاية قسنطينة بمعهد بن باديس، ليلتحق بعد ذلك بجيش التحرير الوطني بمنطقة آريس ويتعرض لعدة اعتقالات إبان الثورة التحريرية. وبعد الاستقلال تابع دراسته الجامعية بمعهد الدراسات العربية بجامعة الجزائر ثم اشتغل بالتدريس، كما شغل منصب مدير ثانوية صلاح الدين الأيوبي بباتنة، علما وأن الفقيد توفي في حادث مرور بالأخضرية في بداية شهر جويلية من سنة 2006.