اختتم ملتقى النحت الدولي الأول في دمشق فعالياته على أرض معرض دمشق "القديم" بحضور وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا الذي اعتبر أن هذا الملتقى لحظة من لحظات الإبداع وله نكهة خاصة لكون دمشق عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، وأشار إلى أن فن النحت ليس جديدا على سوريا، خاصة وأن إنسانها هو أقدم من تعامل مع الحجر وصنع منه التماثيل، والأوابد التاريخية تشهد على ذلك وتؤكد أن تجسيد الحياة في الحجر الصم هو فن سوري عريق بامتياز، وأضاف أيضاً أنه فوجئ بوجود أقسام خاصة للفنانين السوريين في المتاحف العالمية وبما لديهم من طاقات وقدرات متميزة استلهموها من تاريخنا العميق. في حين نوّه النحات أكثم عبد الحميد مدير معهد الفنون التطبيقية ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى وأحد المشاركين فيه بأن الفن هو عنوان ارتقاء الشعوب وسورية لها تاريخ طويل في إنتاج فن النحت، وأكبر دليل على ذلك المتاحف والفنون التي تعاقبت عليها، كما أن ملتقى النحت الدولي يعتبر الأول من نوعه في دمشق، استضاف عشرين فناناً أجنبيا وعربيا ومحليا ليعزفوا جمالهم وليحولوا مادة الرخام إلى صورة حية ومتحركة وليعيدوا تعريف الجمال بمعطيات جديدة تحمل رؤية مستقبلية لثقافات مختلفة ستحتضنها حدائق دمشق. وقد عبّر الفنانون المشاركون عن إعجابهم بهذا الملتقى وسعادتهم للمشاركة فيه، فالفنان هاني فيصل الذي شارك في العديد من الملتقيات النحتية العربية والعالمية قال إن عمله الفني في هذا الملتقى يتحدث عن الساعة الشمسية التي استلهمها من تاريخ مصر الحافل بالحضارة الفرعونية، فقد أحب الرجوع إلى تراث المنطقة وأخذ هذه الفكرة منها باعتبار أنه موضوع تشاركت فيه مختلف المناطق والحضارات القديمة، مضيفا أن فكرة العمل تقوم على العلاقة بين الضوء والعمل النحتي الأساسي والأخذ في الحسبان الأسطح التي تعكس الضوء، فإذا كانت الحسابات صحيحة يكون العمل ناجحاً، إضافة إلى أنني حاولت أن تبقى المنحوتة في شكل متجدد ومتغير كنوع من الحركة مع مراعاة العلاقات التشكيلية والتكوين... وأشار إلى أنهم لبّوا دعوات معظم الفنانين السوريين لزيارة مراسمهم والمتاحف والتي ساعدتهم على اكتشاف الأفكار ومعرفة أصول أصولها ومنابعها كزيارتهم للسويداء ومعلولا والمتحف الوطني الذي يساعد الفنان على الإبداع لغنى الإرث الحضاري. أما الفنان الكوري هوانغ سيونغ فقد اعتبر ان الجرائد والصحف والكتب تمثل عصرنا وعلى الرغم من التكنولوجيا الحديثة، لايزال هناك استخدام للورق، وفي ذلك ناحية جمالية عند تنفيذ المنحوتة وجهد عضلي أيضا وأما من إيطاليا، فقد شارك الفنان فرانكوداغا الذي اشتغل على مفهوم رمزي وهو الربط بين الثقافة والسلام في دمشق وإظهار هذا الشيء داخلياً ليعكسه على المتلقي لذا كانت منحوتته عبارة عن امرأة تحولت إلى طائر السلام وتعتبر زيارته هذه الثالثة من نوعها إلى سورية. في الأخير يمكن القول إنه على الرغم من التنوع الثقافي في الملتقى إلا أن النحاتين السوريين كانت لهم بصمتهم التي ميزتهم على أرضهم لعودتهم إلى تاريخها وأصولها الفنية ومحاولة الاستلهام منها للتعبير عن دورهم أفضل تعبير.