قدم أكثر من 200 طفل وشاب مصري من ذوي الاحتياجات الخاصة، أكثر من 250 لوحة فنية، في المعرض الذي افتتح مساء الأربعاء الماضي بمركز سعد زغلول الثقافي في متحف بيت الأمة بالقاهرة بعنوان "إبداعات البراعم" والذي سيستمر حتى 27 من أوت الجاري. المعرض نظمته الإدارة المتحفية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية، وشاركت فيه أكثر من 13 ورشة فنية بمشاركة عدد من الجمعيات الأهلية والحكومية. ويعتبر رئيس قطاع الفنون التشكيلية محسن شعلان أن هذا المعرض فرصة لتحفيز الطاقات وخلق مشاعر إيجابية لدى هذه الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تحتاج إلى الاندماج في المجتمع والشعور بأن لها قيمة فعلية في الحياة، موضحا في السياق نفسه أن الأعمال المشاركة تنم عن وجود الكثير من المواهب الواعدة التي تحتاج إلى التشجيع للوصول بهم إلى فنانين كبارا صقلت موهبتهم معاناتهم وآلامهم وظروفهم الصعبة. أما مديرة إدارة التربية المتحفية بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة رشا صبحي حجازي فقد أشارت إلى أن الإدارة بادرت إلى الاهتمام بهذه الشرائح التي تعرض اليوم إبداعاتها منها شريحة المعاقين ذهنيا من الكبار والصغار ويزيد عددهم عن 40 فنانا. والهدف من ذلك هو إخراج المكبوت من داخلهم دون توجيه، للتعبير عن أنفسهم ولمنحهم الشعور بأنهم قادرون على الإبداع". ونبهت رشا إلى أن الورش الفنية استهدفت هذه الشرائح من المرضى والأطفال ذوي الاحتياجات والظروف الخاصة، من أجل الترويح عنهم وتعليمهم الصبر والالتزام من خلال الرسم، وعلاج بعض الاضطرابات النفسية، ورفع روحهم المعنوية. ولفتت اختصاصية التربية المتحفية سوزان عبد الواحد الانتباه إلى أن هذه الورش ليس هدفها إتقان الأطفال للرسم، وإنما الترفيه والتشجيع وحبهم للحياة، وتنمية ذوقهم الحسي والفني والجمالي والثقافي من خلال زيارة المتاحف، وممارسة ألعاب تعليمية تقوم على التنمية الابتكارية، واكتساب معلومات جديدة.