قال عبد المجيد شيخي المدير العام للأرشيف الوطني في الندوة التاريخية المنظمة من طرف جمعية "مشعل الشهيد" تحت عنوان "نقل الثورة إلى التراب الفرنسي" في الذكرى الخمسين لعمليات موربيان بفرنسا، إنها كانت بمثابة المنطلق الرسمي لما سمي بنقل الثورة إلى فرنسا وذلك اثر تولي الجينرال "ديغول" الحكم وقيامه بتكثيف العمليات العسكرية في الجزائر ومحاولته القضاء على الثورة. وأضاف شيخي أن الهدف من ذلك هو خلق قاعدة خلفية لجبهة التحرير الوطني في الخارج لتمكينها من التحرك بصفة أكبر في ظل الرقابة الخانقة التي كان يطبقها الاستعمار الفرنسي في وجه الأحزاب السياسية أو الجرائد داخل الجزائر، وهو ما دفع القائمين على الثورة الجزائرية إلى نقل العمليات العسكرية والسياسية إلى فرنسا التي تتمتع بوجود حرية أكبر للتعريف بالقضية الجزائرية خاصة في المجال الإعلامي. من جهة أخرى نوه المتحدث إلى محاكمة تعرض ثلاثة مجاهدين جزائريين في فرنسا كانت له فرصة الاطلاع على حيثياتها من خلال الوثائق الرسمية وذلك عام 1969 والذين أصروا على انتمائهم إلى جبهة التحرير الوطني ومطالبتهم بالحصول على محاكمة عسكرية باعتبارهم من الضباط وهو ما رفضته المحكمة. فقام قادة جبهة التحرير الوطني بتشكيل لجنة دفاع تتكون من 40 محاميا جزائريا ونفس العدد من الفرنسيين لإدراكهم الصعوبات التي سيواجهونها في الدفاع عن السجناء باعتبارهم جزائريين، وكانت النتيجة أن القاضي قام بتنحيتهم جميعا إلى أن جاء دور المحامين الفرنسيين الذين أصروا على أداء واجبهم فما كان من القاضي حسب شيخي، إلا أن أمر بإجراء محاكمة في غياب المحكومين وأعضاء الدفاع، وهو ما دفع الكاتب فيرجاس إلى تأليف كتاب بعنوان "الدفاع السياسي" حول الحادثة. أما المجاهد رابح عزيزي أحد المشاركين في هذه العملية فقد اعتبر أن هذه العملية عرفت تحضيرات كبيرة قبل التاريخ المحدد لها لضمان نجاحها والتي بدأت بعد مؤتمر الصومام لعام 1956 الذي وضعت فيه الخطوط العريضة للثورة، وانتقاله مع مجموعة من المجاهدين إلى فرنسا لتلقي التدريبات العسكرية اللازمة التي تمكنهم من القيام بالعمليات العسكرية في فرنسا، كان أهمها عمليات "موربيان" التي استهدفت خزانات النفط في ميناء مرسيليا. وهي العملية التي كانت نتيجتها فرض حضر التجول على الجزائريين في فرنسا ومحاولة قمع كل المحاولات للتعريف بالقضية الجزائرية. وقد كانت هذه الندوة التاريخية التي جمعت عددا من الأسماء الثورية وطلبة الشرطة، فرصة لبعضهم للمطالبة بضرورة تسليط الضوء على مثل هذه المناسبات التاريخية التي يجهلها الكثير من الجزائريين، ورد الاعتبار لكل من شارك في الثورة الجزائية في الداخل والخارج.