وصل الرئيس السوداني عمر البشير أمس إلى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان في زيارة نادرة يلتقي فيها قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية. ورأس البشير اجتماعا مشتركا لوزراء حكومتي الوحدة الوطنية وجنوب السودان لبحث المشكلات المتعلقة بتطبيق السلام في جنوب السودان الموقع في عام 2005.وتأتي هذه الزيارة في أعقاب مواجهات مسلحة بين جنود من شمال السودان وجنوبه حول منطقة ابيي الغنية بالنفط في ماي الماضي، ومن المقرر أن يشهد البشير توقيع عقود إجراء دراسات حول إمكانية بناء سدود في جنوب السودان، وكان الرئيس البشير ونائبه رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت قد وقعا وثيقة اتفاق أولي بين الطرفين لفك النزاع حول منطقة أبيي. ويقضي الاتفاق بتفعيل بند الترتيبات الأمنية فيما يتعلق انتشار القوات العسكرية شمالاً وجنوباً، وتأليف إدارة مؤقتة للمنطقة من الطرفين، والنظر في الوضع الإنساني لإعادة الحياة إلى أبيي وعودة النازحين إليها، واتفق الطرفان المتنازعان على اللجوء إلى التحكيم الدولي لتسوية الخلاف. وكان البشير زار الأسبوع الماضي تركيا حيث حضر قمة التعاون التركية وكانت هذه أول رحلة خارجية له بعد مطالبة مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية قضاة المحكمة بإصدار مذكرة توقيف بحقه بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، كما زار البشير الشهر الماضي إقليم دارفور ووعد بإجراء انتخابات "حرة ونزيهة" في البلاد العام المقبل وتشمل الإقليم المضطرب.