كشف مصدر مسؤول بمديرية التكوين المهني بوهران، أن عدد التلاميذ المتمدرسين الذين يتم تسريحهم سنويا من المؤسسات التعليمية في تزايد مستمر، حيث تتراوح نسبة التسريح والطرد من 10 إلى 15 %، الأمر الذي بات يشكل هاجسا خطيرا على مستقبل هذه الفئة ويدق ناقوس الخطر لإعداد برامج مكثفة للتكفل بها. وتسجل أعلى النسب في تسريح التلاميذ في السنة أولى متوسط بعد تغيير برامج الدراسة عنهم والتي لا يمكن للطفل أن يستوعبها جملة واحدة وما يصاحبها من ظروف وعوامل أخرى كالضغوطات العائلية التي ترهن مواصلتهم للدراسة. وأوضح المصدر نفسه، أنه إلى جانب الفئات التي يتم تسريحها من المؤسسات التربوية، هناك فئات أخرى تتخلى عن الدراسة طوال أشهر السنة الدراسية بسبب الظروف الاجتماعية القاهرة التي تعيشها بعض أسرهم والتي تقف حائلا وراء مواصلة أبنائها الدراسة، بعدما يتم الزج بهم في سوق العمل في سن مبكرة والذي يفتح لهم الآفاق للغوص في عالم المهن، الذي تجتمع فيه الكثير من المظاهر السلبية تشكل خطرا على مستقبل هذه الشريحة التي تكون عرضة لكل المؤثرات الخارجية. ورغم التحذيرات والنصوص والقوانين الدولية لمنع تشغيل الأطفال في سن مبكرة إلا أن الكثير من الأولياء يطلبون من أبنائهم دخول سوق العمل للمساهمة في الرفع من ميزانية البيت، في الوقت الذي يسلك فيه آخرون مسالك وعرة نحو الانحراف وتعاطي المخدرات والسرقة والاعتداءات وغيرها وذلك ما تعكسه وتترجمه الأرقام المرتفعة لعدد المقيمين في مراكز إعادة التربية للأحداث بحي جمال الدين ومركز قديل، حيث أحصت محاكم وهران معالجة 1000 قضية سنويا خاصة بتورط الأطفال القصر في الجريمة المنظمة نتيجة غياب التكفل الحقيقي بهذه الفئة.