حيث أتلفت مناطق بأكملها مع فقدان أرواح بشرية جراء هذه الكارثة الطبيعية التي تضع وككل مرة الجهات الوصية أمام المحك في ظل انعدام مواقع استقبال المنكوبين و مخزون أمني للمواد الغذائية. و حسب ما علمته "الفجر" من مصادر مسؤولة فإن انتشار خطر ظاهرة الفياضات بمنطقة القبائل المعروفة بتضاريسها الجبلية الوعرة يعود أساسا إلى غياب دراسات حقيقة من شأنها تحري واقع السدود المتواجدة بالمنطقة إلى جانب الإهمال الذي طال واد سيباو الذي يصب في شاطئ تيفزيرت، وهو الذي يعتبر همزة وصل 7 سدود رئيسية أخرى تحتاج إلى صيانة وعمليات ترميم، لكن الوضع بدا مخالفا حيث انعكس سلبا على الجسور العابرة لها والتي تعرض البعض منها في وقت سابق إلى تصدع كلي كما هو الحال لجسر "بوجي "الذي انهار بكامله جراء تآكل رمال الواد لأكثر من ثلاثة أمتار الأمر الذي عزل مدينة تيزي وزو في سنة 2006 لعدة شهور كما أنه منذ 2002 إلى غاية السنة الفارطة تم تسجيل 10 قتلى و45 جريحا بسبب الفياضانات على مستوى ولاية تيزي وزو إلى جانب إحصاء 179 عائلة منكوبة، وما يتخوف منه المواطنون، و السلطات المحلية في هذا المقام هو عودة مسلسل انزلاق التربة الذي حدث عام 1998م بمنطقتي"عين الحمام " ، و "عزازفة" أين تصدعت شبكات صرف المياه والطرقات و تضرر العديد من المباني و التجهيزات العمومية إلى جانب المشهد المروع الذي عاشته عاصمة جرجرة عام1974م عندما تسببت الأمطار الغزيرة في فيضان وادي " سيباو" و" بوبهير" باتجاه منطقة عزازفة و كذا "بوقدرة" و وادي " جمعة" ، ومن بين 14 دائرة المذكورة نجد مقر الولاية تيزي وزو تحتل الصدارة ب 13 مركزا من مجموع 43 مركزا لا سيما على مستوى مفترق الطرق 20 أفريل ، و بقربه شارع كريم بلقاسم بالمدينةالجديدة. أضف إلى ذلك محطة شعبان الواقعة بالقرب من مقر مديرية الحماية المدنية التي تغرق في سيول المياه الجارفة التي تقوم في بعض الحالات برفع السيارات بسبب ارتفاع منسوب المياه التي أخذت تطال بلديات تيزي راشد المعروفة بأراضيها السهبية الخفيفة إلى جانب مناطق "بني يني" الجبلية و كذا"يطافن"، وهو ما يستدعي تنسيق جهود العديد من الجهات بما فيها الحماية المدنية ومصالح مديرية الأشغال العمومية و كذا البلديات المهددة بخطر هذه الفياضانات. يحدث كل هذا في الوقت الذي تخوف من جهتهم سكان المدينةالجديدة من هذه الظاهرة، خاصة وأن مدينة تيزي وزو أصبحت مؤخرا ورشة حقيقية مفتوحة على الهواء الطلق الأمر الذي ولد ازدحاما كبيرا في حركة المرور طوال اليوم و على مدار الأسبوع، لكن نزول أولى قطرات مياه الأمطار قد تغرق المنطقة في برك مائية يصعب تجاوزها في ظل عدم إتمام الشركات المكلفة بعمليات إعادة تهيئة الأرصفة و المساحات الجوارية، والتي انطلقت منذ الصائفة الفارطة و التي تسير بوتيرة بطيئة عكرت صفو السكان و حتى المارة منهم. و يذكر أن مديرية الأشغال العمومية لولاية تيزي وزو سخرت400 عامل لتنظيف و صيانة العديد من منشات صرف مياه الأمطار المتواجدة على حواف الطرقات(الشبكات) و هذا لتفادي مشكل الفياضانات التي قد تفاجئ سكان تيزي وزو بين لحظة و أخرى إلى جانب تفادي انهيارات التربة مع تسهيل حركة المرور خلال الموسم الشتوي .