نفت السلطات النمساوية، أمس، أن تكون قد دفعت فدية لما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مقابل إطلاق سراح مواطنيها اللذين كانا مختطفين منذ شهر فيفري الفارط، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أن النمسا أكدت أنها لم تتعامل مع الخاطفين، وإنما تفاوضها تم مع الحكومة المالية وبعض وجهاء القبائل. من جهة أخرى، وصل أمس الرهينتان النمساويتان اللذان أطلق سراحهما منذ يومين بعد اعتقال دام 252 يوم لدى ما يسمى ب "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" في شمال مالي، إلى باماكو، حيث يشاركان في "احتفال رسمي" مقتضب مع وزيرة الخارجية النمساوية. وكانت رئاسة مالي ووزارة الخارجية النمساوية، قد أعلنتا أول أمس عن إطلاق سراح الرعيتين ولفجانج ابنر (51 عاما)، ورفيقته أندريا كلويبر (44 عاما). وقالت وزيرة الخارجية النمساوية، أورسولا بلاسنيك: "أريد أن أشكر مرة جديدة مالي على هذه البادرة، حيث أن هذه القضية كانت محل متابعة في بلادنا". وفي اتصال هاتفي مع رئيس دولة مالي، أمادو توماني توريه، أكدت بلاسنيك، حسبما أضافت وكالة الأنباء الفرنسية: "أريد سيدي رئيس الجمهورية أن أشكركم على اهتمامكم الشخصي لإطلاق سراح مواطني النمساويين" حيث وعدت مالي بتقديم مساعدات مالية لتحسين الظروف المعيشية لقبائلها بالمنطقة. وتكلمت الوزيرة النمساوية عن رغبة الرهينتين النمساويين في العودة سريعا إلى عائلاتيهما. وكان ما يعرف ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، قد تبنى في 10 مارس الماضي اختطاف الرهينتين النمساويتين من الصحراء التونسية في نهاية فيفري الفارط، حيث نقلهما إلى مالي وطالب بالإفراج عن إسلاميين معتقلين في الجزائر وتونس، مقابل إطلاق سراحيهما ثم اشترط فيما بعد فدية قيمتها خمسة ملايين أورو، انخفضت فيما بعد إلى مليوني أورو مقابل حريتهما، ليتم إطلاق سراحهما نتيجة ضغط الحكومة المالية وبعض القبائل على عناصر التنظيم.