وكانت إسرائيل قد شددت في الخامس من نوفمبر الماضي الحصار المفروض على قطاع غزة منذ جوان العام الماضى عبر إغلاق كل المعابر المؤدية إليه ومنع دخول كافة الإمدادات الإنسانية مما خلف "وضعا حياتيا مأساويا". وكشف تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة (أوتشا) التابع للأمم المتحدة أنه بالرغم من الحصول على 420ر437 لتر من الوقود المخصص للأغراض الصناعية فى 26 نوفمبر إلا أن محطة الكهرباء بغزة قد أغلقت في 30 نوفمبر الماضي للمرة الثالثة منذ الخامس من نوفمبر بسبب نقص الوقود مما نتج عنه توقف إمدادات الكهرباء و ما تشكله هذه المادة من أهمية فى حياة الانسان. ويعيش حاليا نحو 65 ألف فلسطينى بلا كهرباء فى مدينة غزة التى تشهد انقطاعا للكهرباء من 4 إلى 12 ساعة يوميا. وأشار التقرير إلى أنه بسبب تشديد الحصار تراجع عدد الشاحنات التجارية التى تدخل قطاع غزة حيث سمح الاسبوع المنصرم بدخول 66 شاحنة فقط من بينها 24 شاحنة تابعة لوكالات الإغاثة الإنسانية بمتوسط يبلغ 11 شاحنة يوميا مقارنة مع نحو 123 شاحنة كانت تدخل يوميا فى أكتوبر هذا العام. وفي سياق ممارساتها العدوانية رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة فتح معابر قطاع غزة بحجة سقوط قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل. وأوضح رئيس لجنة التنسيق لإدخال البضائع لقطاع غزة رائد فتوح أن كافة معابر القطاع التجارية ظلت مغلقة امس بحجة سقوط عدد من الصواريخ محلية الصنع على المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع. من جانبه أكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري أن إسرائيل تتعمد فتح بعض المعابر بشكل جزئي بين الحين والآخر لإيهام الرأي العام العالمي بإنهاء الحصار عن غزة الذى تزداد النداءات الدولية الداعية الى رفعه. وبهذه الممارسات حولت اسرائيل قطاع غزة إلى "أكبر سجن في العالم يستوعب اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني" وفقا لما أكده نائب وزير الخارجية الفلسطيني المتوكل طه الذى قال أيضا خلال ترأسه الوفد الفلسطيني إلى المنتدى الدولي للسلام الفلسطيني الإسرائيلي المنظم من قبل الأممالمتحدة في فيينا بالتعاون والتنسيق مع الحكومة النمساوية "ان اكثر من ستة ملايين فلسطيني يعيشون في المخيمات داخل وطنهم في ظل ظروف مأساوية.