تشكو العديد من العائلات بجيجل، التي لم يكمل أفرادها عمليات جني الزيتون من هجمات "الزرزور" المتكررة على الأشجار، ما تسبب في إتلاف كميات هائلة من هذه المادة الحيوية التي يعتمدون عليها في حياتهم المعيشية. وحسب المعلومات المستقاة من مصادر محلية سيما على مستوى بلديات سيدي عبد العزيز، قاوس، أولاد عسكر، العوانة فإن هذا النوع من الطيور القادمة من بلدان جنوب أوروبا بدأت أسرابه في الظهور منذ حوالي أسبوعين فقط ، إذ تعتمد في غذائها بصفة رئيسية على حبات الزيتون، ما ألحق أضرارا كبيرة بغلات الزيتون وخلق تذمرا وسخطا شديدين في أوساط العائلات التي لم تشرع في عملية الجني مبكر، كما فعل الكثير عبر تراب الولاية، لأن حبات الزيتون تصل حسب قول مصادرنا إلى ذروة نضجها في شهري جانفي وفيفري وبالتالي تعطي مردودا مضاعفا بالنسبة للقنطار الواحد، حيث تصل إلى 40 لترا بدلا من 20 لترا بالنسبة للقنطار الواحد من الزيتون الذي يجنى في شهر سبتمبر. يشار إلى أن إنتاج الزيتون بجيجل قد شهد تراجعا متواصلا في السنوات الأخيرة حسب ما ورد في آخر تقرير لمديرية المصالح الفلاحية ، إذ انخفض من 54 ألف هكتولتر من الزيت سنة 2004 إلى 14 ألف هكتولتر خلال سنة 2007. وفي السياق ذاته، تراجع مردود الهكتار الواحد إلى 14 قنطارا وكذا مردود ما يستخلص من القنطار الواحد إلى 20 لترا فقط. وتعود أسباب التراجع حسب ذات المصدر إلى تعرض الكثير من أشجار الزيتون إلى أضرار بالغة بفعل الحشرات وكذا الحرائق التي أتلفت خلال السنة الماضية قرابة 7000 شجرة، ناهيك عن شيخوخة الأشجار؛ إذ تعود أعمار بعضها إلى مئات السنين، كما أن لظاهرة النزوح الريفي دور في تراجع إنتاج زيت الزيتون لكون أن أغلب النازحين إلى المدن والمراكز الحضرية في عشرية الدم والدموع لم يعودوا لبيوتهم وقراهم بعدما ألفوا حياة المدن. هذا وقد تأثرت أسعار زيت الزيتون بقلة العرض وكثرة الطلب، حيث تتراوح حاليا مابين 400 و500 دج للتر الواحد حسب نوعية الزيت.