رحب نقيب مجلس منظمة محامي العاصمة، عبد المجيد سليني، أمس بالقرار الذي أصدره مجلس الدولة أول أمس، والقاضي بإلغاء انتخابات تجديد المجلس الذي يشرف على رئاسته، مؤكدا بقوله "نحن لا نريد من الشرعية سوى شرعية الصندوق". وطمأن سليني أصحاب الجبة السوداء، وبصفة أدق المعارضين له، في جمعية استثنائية عقدت أمس بدار الشعب، حيث خاطبهم بقوله "فليهنأ الجميع، سيتم إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن". ورد بصراحة على الجهة التي تطالب بإقصاء المجلس الحالي الملغاة عهدته من الإشراف على العملية الانتخابية المقبلة، بأنه "سيشرف عليها رفقة أعضاء المجلس بصفته رئيسا". واعتبر سليني صدور هذا القرار عشية التحضير لعقد الجمعية العامة الاستثنائية بمثابة ضربة لشخصه، لكونه من المعارضين لصياغة مشروع على مقاس الوزارة الوصية، بدليل أنه وقف في وجه كل المشاريع التي صيغت في الموضوع وعددها أربعة، عندما كان يترأس الاتحاد الوطني لمنظمة المحامين. واليوم تمكنت الوصاية من تمريره مع الاتحاد الحالي، لكن الوصاية وجدت أن مجلس منظمة المحامين يسعى لرفض المصادقة عليه من خلال إصراره على سحبه كليا، ما يفسر القرار الصادر عشية انعقاد هذه الجمعية التي من خلالها سيحدد مصير المهنة". وأردف قائلا "إن هذه الجمعية العامة الاستثنائية هي في حقيقة الأمر أهم من كل شيء، بما فيها الانتخابات ومجلس المنظمة بدعوى أن مضمونها واهتماماتها وانشغالاتها تصب كلها في مشروع قانون المحاماة". وكشف سليني النقاب عن العديد من النقاط التي تم طرحها في خضم العمل لصياغة هذا المشروع مع وزارة العدل، حيث أفاد أنه سبق وأن قال للوصاية "إنكم قمتم بسن قانون ضد حقوق الإنسان، يحكم بالإعدام ويدفن حقوق الدفاع من خلال بتركم لكل الحقوق التي ثبتتها القوانين السابقة"، واستطرد قائلا "إن هذا المشروع بالنسبة لي هو بمثابة تقهقر وتأخر لم يسبق له مثيل ولم يحدث حتى في عهد الحزب الواحد". وذكر سليني أن "هذا المشروع جاء لتكميم أفواه المحامين حتى لا يحق لهم انتقاد القاضي في حالة خرقه للإجراءات المدنية، لأن العكس، حسب المادة 34 ستعرضه على المجلس التأديبي وتوقيفه عن أداء مهنته إلى غاية الفصل النهائي في قضيته. ووجه سليني انتقادات صريحة لوزارة العدل وقال في افتتاحه لأشغال الجمعية العامة الاستثنائية "لا نستطيع وضع ثقتنا فيكم (وزارة العدل) لأننا كلما اتفقنا معكم على طريقة لصياغة المشروع، فاجأتمونا بصياغة مشروع جديد، ومن يحمل السماء حتى لا تسقط على هذه المهنة فلينزع يده من تحتها لتسقط علينا".