بعد كل الوفاء الذي أبداه مبارك لإسرائيل إلا أن هذه الأخيرة تنكرت لخدماته ، فبعد أن احكم مبارك إغلاق معبر رفح واتبع سياسة التقطير للمساعدات المساعدات الهائلة التي تبرع بها العالم اجمع لسكان غزة ، وبعد أن طلب المساعدة الأمريكية بتقديم خبرات عسكرية من اجل ضبط تزويد المقاومة بالسلاح ، وبعد أن قاطع قمة الدوحة التي أقيمت لنصرة الفلسطينيين في غزة ودفع السعودية وحتى محمود عباس إلى مقاطعة القمة أيضا ليحدث بذلك شرخا عربيا اسعد إسرائيل ، إلا أن هذه الأخيرة ضربت بكل جهود مبارك لإرضائها عرض الحائط ، وأعلنت وقفا لإطلاق النار أحادي الجانب ودون سابق إعلام للقاهرة . فتحت تأثير العزلة الدبلوماسية التي بدأت تخنقها توجهت إسرائيل إلى الولاياتالمتحدة واتفقت وزيرتها للخارجية تسيبي ليفني مع نظيرتها الأمريكية كوندوليزارايس على وثيقة تحصلت بموجبها ليفني على ضمانات أمريكية لوقف إمدادات حماس بالسلاح كنوع من إقناع أو أيهام للرأي العام الداخلي في إسرائيل بنهاية أهداف- العملية العسكرية في غزة -والتغطية على فشلها في إنهاء وجود حماس في القطاع ووقف صواريخ المقاومة ، وعند عودة ليفني من واشنطن قررت تل أبيب بعدها و اثر اجتماع المجلس الأمني المصغر لها وقف إطلاق النار متجاوزة المبادرة المصرية ، ليتفاجا مبارك بعدها بقرار وقف إطلاق النار أحادي الجانب وينسف جهود مبارك بالحل السحري للازمة لاسترجاع زعامته المنهارة للعرب في قمة الكويت اليوم، وترجم مبارك غضبه في محاولته استمالة المقاومة بالمطالبة وبنبرة جديدة بوقف إطلاق النار غير المشروط والانسحاب الكامل من غزة...وو كنوع من الانتقام من إسرائيل ، وسارع إلى دعوة الأوروبيين وبعض العرب و لم يدع الولاياتالمتحدة وإسرائيل ،لكن تل أبيب فهمت الانزعاج المصري وحاولت امتصاص غضبه حتى لا تخسر الصديق الوفي وأضافت كلمة المبادرة المصرية معلنة أنها أوقفت إطلاق النار بناءا على المبادرة المصرية...، لكن إسرائيل في واقع الأمر تعمدت تجاوز المبادرة لان الاتفاق مع حماس في إطار المبادرة يعتبر اعترافا بالحركة كممثل شرعي للفلسطينيين وهو ما تسعى تل أبيب إلى تجنبه ومن جهة أخرى فان وقف إطلاق النار من جانب واحد ودون اتفاق ضابط، يخول لتل أبيب استئناف العدوان على غزة متى ارادت ذلك . فهل يفهم مبارك بان مصلحة الإسرائيليين تغنيهم عن كل خدماته مهما كانت .