وقال مختصون في الطب والتربية والتعليم خلال الملتقى الوطني حول التسمم الذي أشرفت على تنظيمه جمعية العلوم الطبية ابن سينا في البليدة، أول أمس، إن موسم الصيف يصنف ضمن المواسم الذي يسجل أكبر عدد من الإصابات بالتسمم الغذائي• وأشار المتدخلون أن التسمم عن طريق الأدوية والمواد الكيماوية، كالمبيدات للحشرات والأعشاب الضارة، يأتي في مرتبة تلي سابقتها• أما التسمم الذي يحدث في أماكن العمل مثل محطات الوقود ومصانع الدهانات والمحاجر فالتقدير يظل نسبيا، خاصة إذا علمنا أن من أصل 100 ألف عامل أي 25 بالمائة فقط يخضعون للفحص الطبي• وقال المتحدثون أن الغذاء يعد المشكل الأول الذي يعرض حياة الناس إلى خطر الإصابات بالتسمم، وأن فصل الصيف يعتبر الموسم المناسب لحدوثها، وأن السبب الرئيسي فيها يرجع إلى الطريقة الخاطئة في حفظ المواد الاستهلاكية الغذائية، التي تنتشر فيها الجراثيم بسرعة وكذا البكتيريا، مثل البيض واللحوم، وعدم مراعاة تواريخ استهلاكها• كما أن غالبية التسممات الغذائية تأتى عند غياب النظافة بمحلات بيع المأكولات وبائعي الحلويات التي تسجل مصالح النظافة غلق العشرات منها يوميا• أما بالنسبة للتسمم عن طريق الدواء والشائع بين المدمنين على تناول الحبوب المهلوسة ومحاولي الانتحار عن طريق تناول جرعات من الأدوية القاتلة والمواد الحمضية فالواقع يقر حقيقة هذه الظاهرة التي تفشت في المجتمع بشكل يساوي تقريبا ما معدل 05 إلى 06 حالات في المائة - يبقى الرقم دوما بعيدا عن الواقع - فالأمور أكثر خطورة عند المرأة الحامل بشكل ملفت• حيث يقول الأخصائي في طب النساء الدكتور أوكيد أن حياة الحامل وجنينها - في هذه الفترة تنخفض نسبة المناعة لدى المرأة الحامل إلى 40 بالمائة - معرضة بنسب تزيد عن ال 60 بالمائة إلى خطر التسمم بل وحتى التشوه الخلقي للجنين والموت في بعض الأحيان، وأن السبب في ذلك يعود بدرجة أولى إلى عدم علم الأطباء بالحمل في أيامه الأولى عند إصابة الأم بمرض ما، وفي كثير من الحالات تم تسجيلها عند التعرض إلى أشعة الراديو وتناول المهدئات عند التخدير لإجراء عملية جراحية، وهو الحال نفسه عند الأم المرضعة• والخوف الأكبر، يقول الدكتور يتاتي، حينما تتناول الحامل أدوية لصداع أصابها أو زكام موسمي دون استشارة منها للطبيب، والحال هنا يقاس في عمومه بالنسبة لأي إنسان يتناول أدوية دون وصفة من الطبيب، والأرقام تشير إلى أنه يصاب من 3 إلى 5 مرضى بالسرطان والقرحة المعدية بسبب الإفراط في تناول الأودية دون استشارة الأطباء• وفي سياق الحديث أكد الدكتور أوكيد أن أفضل طريقة للوقاية من حالات نقل المرض والتسمم بالنسبة للأزواج تكون باستعمال الواقي، وأن اللولب يقي من عدوى وخطر الإصابة بالأمراض التناسلية بشكل يأتي في المرتبة الثانية بعد الواقي، بدليل أن دولا متطورة في مجال الطب مثل أمريكا تستعمل النساء فيها هذه الأداة بنسبة 60 بالمائة، وفي روسيا تستعمل بنسبة 80 بالمائة، ليأتي استعمال حبوب منع الحمل في ترتيب ثالث خاصة بين سكان دول العالم المتخلفة والفقيرة• وتبقى حسب أهل الاختصاص دواعي الوقاية والاستشارات الطبية أفضل طريق لعدم الإصابة•