يشير تقرير منظمة اليونسيف إلى أنه بالرغم من المجهودات التي بذلتها الجزائر لتحقيق السلام والاستقرار في السنوات الأخيرة بعد نهاية العشرية السوداء، وتصنيفها ضمن الدول التي تتقدم في مجال العناية بالأطفال، لكن يبقى الأمر غير كاف حسب الملخص الرسمي لوضع الأطفال في العالم لعام 2008 نظرا لانتشار الأمراض والتسرب المدرسي وعمالة الأطفال وغيرها، بحكم تدهور الظروف الاجتماعية للأسر• ومن أهم القضايا التي تواجه الطفل في الجزائر، حسب نفس المصدر، عدم تحسن المستوى الغذائي لصغار السن منذ 2002، العقاب البدني وممارسة مختلف أشكال العنف ضده، حيث أفضت دراسة أجرتها وزارة التربية الوطنية بالتعاون مع اليونيسيف إلى وجود علاقة بين العنف وصعوبات التعلّم والتسرب المدرسي، "حيث تشهد الجزائر تسرّب آلاف المراهقين من المدارس سنويا"• كما كشفت دراسة حديثة حول عمل الأطفال إلى أن أكثر من ربع الأطفال الذين يعملون، هم في أغلب الحالات أبناء لأمهات ذوات مستوى تعليمي منخفض أولم يتلقين تعليما على الإطلاق، مع الإشارة إلى المعلومات التي تضمنها تقرير اليونيسيف عن حالة الأطفال المزرية في الجزائر، ومفعول ظاهرة التسرب المدرسي والانحراف الاجتماعي، وما نجم عنهما من ظواهر أكثر ضرراً، وأشد خطورة، على غرار ما يعرف ب"أطفال الشوارع"، فالطفل الذي خرج من المدرسة أولم يلتحق بها لا مكان له سوى العمل، أو الشارع، وما يترتّب عنهما من مخاطر اجتماعية وتربوية• وفي ذات السياق أشار التقرير إلى أن الكثير من الأطفال يعملون في المناطق الريفية مع والديهم، حيث أن طفلا واحدا من كل 20 طفلا يستعمل بكثرة التبغ أوالكحول أو المخدرات، واستمرّت معدلات وفاة الرضع والأمهات في الانخفاض، حيث وصل معدل الوفيات دون سن الخامسة إلى 75 بالمائة وتتمتع الأمهات والأطفال بالحصول على الرعاية الطبية بشكل أكبر وتحسنت الخدمات وفاقت نسبة التحصين ضد أمراض الطفولة الأساسية ال 80 في المائة• ومن جهة أخرى فقد أكد الكثير من المختصين في علم الاجتماع أن الوضع الأمني للبلاد ساعد على بروز العديد من الآفات الاجتماعية، على رأسها الارتفاع الهائل لمعدلات الجريمة بمختلف أنواعها في وسط الأحداث، واستفحال ظاهرة انحراف الأحداث، فتحوّل الأطفال إلى منتجين للعنف أكثر مما هم عرضة له في الأسرة والمدرسة والشارع• وأضاف التقرير أن دول إفريقية، بما فيها الجزائر وجنوب الصحراء، المنطقة الأكثر إثارة للقلق، بسبب تسجيلها أعلى معدّل للوفيات بلغ في متوسطه طفلا من بين 6 أطفال، بينما احتلت أمريكا اللاتينية ودول الكراييب نسبة تقدم تقدرب 4•4 بالمائة، ومطلوب منها أن تصل إلى نسبة 4•3 بالمائة إلى غاية 2010• أما في العالم ككل فقد وصل إلى نسبة 1•6 بالمائة من تحسين وضع الأطفال، ومطلوب أن يبلغ معدل 9•4 بالمائة من الرعاية بمختلف زواياها بعد سنتين•