وقد تواصلت حالة الهدوء أمس عبر كامل أحياء بريان، إذ عادت معظم المحلات التجارية للعمل، فيما استأنفت محطة البنزين الوحيدة هي الأخرى نشاطها منذ الخميس الماضي، وهذا بفضل جهود جميع الفاعلين وخاصة أعيان المالكية والإباضية وكذا اللجان الشبانية المكلفة بالتوعية والدعوة إلى التعقل التي تم تنصيبها على مستوى كل حي ببريان• وبهذا تكون موجة العنف قد اختفت من بريان منذ الثلاثاء الماضي، وهو تاريخ تشييع جنازة الفقيدين، كتروشي عمار وبن زايط عمار، مع بقاء التعزيزات الأمنية من قوات الأمن والدرك الوطني، وهو ما أكده أمس الأستاذ بورقيبة داود، الناطق الرسمي لمجلس أعيان الإباضية ببريان في مكالمة هاتفية، أمس، مع "الفجر"، حيث أفاد بأن "الفتنة خمدت بفضل الله وجهود الجميع، غير أننا ننتظر بفارغ الصبر تنفيذ وعود الوزير ولد قابلية على أرض الواقع هذا الأسبوع"• كما تقرر، حسب ما أدلى به أحمد بوخاري، رئيس المجلس الشعبي الولائي لغرداية ل "الفجر"، أمس أنه تقرر فتح جميع المدارس والمؤسسات التعليمية ابتداء من اليوم، بعد أن ظلت مغلقة على مدار الأسبوع الماضي، وذلك خلال لقاء ضم جميع منتخبي البلدية والولاية، كما تقرر خلال نفس اللقاء الإعلان عن حصيلة الخسائر المادية اليوم، والتي يتم على ضوئها تحديد آليات تعويض المتضررين، علما أن الأحداث المأساوية التي اندلعت ببريان عشية المولد النبوي الأخير كلفت الخزينة العمومية غلافا ماليا قدر ب 6•5 ملايير دينار• فيما لم يتحدد بعد تاريخ محاكمة المتهمين التسعة في قضية القتل التي راح ضحيتها عمار كتروشي وبن زايط عمار، وهي القضية الذي يوجد إثنان من المتهمين فيها في حالة فرار• ويتوق سكان بريان إلى أن يكون الأسبوع المأساوي الأخير آخر أسبوع عنيف في مدينتهم التي كانت مثالا للسلم وتعايش الثقافات والحضارات بالمغرب العربي على مدار 14 قرنا مضت•