قال الخبير الأمريكي في شؤون الطاقة ،درو هنشو، أن قادة القارة الإفريقية أكثر طموحاً في الحصول دولهم على مصدر أقوى للطاقة، بينما تشجع القوى الغربية أفريقيا على الاتجاه أكثر نحو موارد طاقة الشمس والرياح والطاقة المائية. و أضاف الخبير الأمريكي، أن تصريحات المدير التنفيذي للشركة الاستشارية للطاقة الجنوب إفريقي، كيلفن كيم، تأكيداً لهذه الحقيقة، عندما قال" في اعتقادي أنه ليس أخلاقياً أن تقترح دول العالم المتقدم على بلدان القارة الأفريقية حلول الرياح والطاقة الشمسية والمائية وحدها، وكأن لهذه الموارد أهمية صناعية يعول عليها بالفعل. فلك أن تتخيل مثلاً خسران إحدى الدول الأفريقية لنسبة 10 في المائة من طاقتها الكهربائية بسبب عدم هطول الأمطار في موسم معين. والاستنتاج المنطقي لنقص كهذا في الطاقة، أنه ليس بوسع أي دولة صناعية حديثة أن تعتمد على مصدر غير مضمون للطاقة مثل المياه"، و أوضح الخبير الأمريكي، أن للمواد الانشطارية مخاطرها وصعوباتها الخاصة بها، كالقدرة على مضاعفة سعة الكيلوات الكهربائي المنقول، و التحديات المالية من ناحية تكلفة بناء المحطات أم تمويل تشغليها وصيانتها، إلا أن الدول الإفريقية تفكر بجدية في أمر امتلاك طاقة نووية متطورة. من جهة أخرى، قال المدير المشارك لمركز التجارة والأمن الدوليين في أثينا، "إيجور خريبونوف"، إن التحدي الذي تواجهه بلدان القارة الأفريقية في مجال الطاقة النووية، ليس تحدياً فنياً، بل سياسياً قبل كل شيء، وعلى أية حال، فإن هناك عشر دول إفريقية تسعى الآن لبناء تكنولوجيا الطاقة النووية الخاصة بها، مضيفا انه في شهر فبراير الماضي، بدأت السلطات النيجيرية محادثات بشأن تبادل الخبرة والمعارف النووية، ثم انضمت إليها في الاتجاه نفسه أوغندا التي أجازت تشريعات نووية وطنية في عام 2008 وتأمل في أن تتمكن من بناء محطتها بحلول عام 2020، و كذلك تسعى كينيا لتوفير نحو مليار دولار لتحقيق الهدف نفسه، مشيرا إلى تعهد الجزائر وتونس والمغرب ومصر ببناء طاقتها النووية السلمية في عام 2020. و أشار الخبير درو هينشو، إلى الانشغال الذي يمتلك الخبراء الدوليين للطموح الأفريقي في الطاقة النووية و وصفوه بالجنون التام، موضحا إن سعي السنغال إلى بناء محطتها النووية، لا يعني شيئاً آخر سوى طموحها للامتياز الوطني، و تأكيدها على حاجتها إلى هذه الموارد جميعاً، بما فيها الموارد النووية، حتى لا يعيق نقص الطاقة عمليات التنمية الاقتصادية الجارية، مضيفا أن فرنسا و اليابان و روسيا و الصين، متواجدون في إفريقيا بقوة ، الأمر الذي من شانه مساعدة بعض الدول الإفريقية في الحصول على مبتغاها، وقال" ربما تجد الدول الإفريقية في التصميمات الروسية الخاصة بهذه المحطات خارج حدودها، عوناً كبيراً لها في المستقبل، بالإضافة إلى الصين التي تعرف بحضورها الاقتصادي التكنولوجي الواضح في معظم دول القارة"، مختتما حديثه بالقول" ربما تصبح القارة الأفريقية سوقاً إقليمية رئيسية لمصدري التكنولوجيا النووية، و ذلك متوقعاً له أن يتحقق بعد 20 عاماً من الآن".