أكدت صحيفة"الجارديان" البريطانية أن مقاومةَ رئيسِ الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لوقف إطلاق النار في ليبيا تمثل "محاولة لحفظ ماء الوجه" بعد الشروع في حرب مُكلِّفة أخرى لا يمكن الانتصار فيها. وقالت الصحيفة،في تقرير نشرته امس الثلاثاء إنّ كاميرون وساركوزي شرعَا في الحرب على أساس ما أصبح واضحًا الآن أنه إساءة لفهم الموقف في ليبيا بصورةٍ مثيرةٍ للسخرية، وأنّ كلاً منهما يحاول طلب النصر قبل الانتهاء من الحرب". وأضافت: "تكلفة الحرب وصلت بالفعل حتى الآن إلى 260 مليون جنيه إسترليني.. فيما تتواصل المهمة في ليبيا وذلك على الرغم من تعهُّد وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن بأن التكلفة ستكون في حدود عشرات الملايين من الجنيهات". وأكّدت الصحيفة أنّ دعم الحملة في ليبيا بدأ في التلاشِي حيث اكتفت الحكومة الإيطالية بما أدّته من عمليات قتالية وانضمت إلى الفريق المؤيد لوقف إطلاق النار، بل والأكثر من ذلك أن الجمهوريين في الولاياتالمتحدة حاولوا إعلان أنّ الحرب غير قانونية، مطالبين بإبعاد بلادهم عن المشاركة فيها. وأوضحت أنّ المدنيين في ليبيا أصبحوا ضحايَا لقصف الناتو بشكلٍ متزايدٍ وهو ما لم تشهده حروب حديثة أخرى. وأن "وجهة نظر القادة في بنغازي الذين يَرَوْن أنه سيكون هناك حل بحلول شهر أغسطس، هي وجهة نظر يؤيدها الاتحاد الإفريقي والصين وروسيا والهند وتركيا من بين دول كثيرة تحث على إنهاء العمليات العدائية". وأشارَت إلى أنّ هذا التوقيت يميل أكثر لأن يكون توقيتًا دينيًا- حيث سيحلّ شهر رمضان- عن أن يكون توقيتًا يتعلق بحقائق عسكرية، وهو أيضًا موعد يوافق عليه الليبيون أنفسهم من أجل وقف إطلاق النار وإجراء المحادثات بشأن التوصل لحل سياسي.