قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، إن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال اختارت في هذا الشهر أن تواصل قمع الشعب الفلسطيني وتعزيز احتلالها العسكري غير المشروع وارتكاب مزيد من الجرائم، داعيًا الى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والى حشد الجهود لضمان التمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا). وأضاف منصور خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك، أن الشعب الفلسطيني ولسبعة عقود تعرض لجرائم وانتهاكات بذريعة الأمن وبفتاوى دينية من الاحتلال تغض الطرف عن القانون الدولي، ولا يزال شعبنا يعاني من الاحتلال والقتل يوميا. وأشار: شعبنا في قطاع غزة لا يزال يعاني من أزمة إنسانية ما فتئت تتفاقمي كأثر مدمر للاحتلال المستمر والحصار غير الإنساني وغير المشروع والاعتداءات العسكرية المتكررة، ما أدى إلى ضغط هائل على البنى التحتية ودمر سبل العيش ولقد نضبت قدرة غزة على التأقلم بشكل كبير . ودعا المسؤول الفلسطيني الأسرة الدولية التحرك بسرعة لمنع اعتداءات اضافية بحق المدنيين الفلسطينيين ولرفع الحصار المستمر منذ أكثر من عقد من الزمن، مشددا على ضرورة حشد الجهود الدولية لضمان التمويل لوكالة غوث لأونروا ، موضحا ان تخفيض الدعم المالي الأمريكي للأونروا سيؤدي لانهيار الدور الذي تقوم به حيال اللاجئين الفلسطينيين. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في القدس الشرقية والضفة يعاني من وحشية الاحتلال الإسرائيلي والتشريد القسري وهدم المنازل وتدمير سبل العيشي ومؤخرا مضت إسرائيل بخططها للنقل القصري للبدو في الخان الأحمر وأبو نوار لتيسير توسيع المستوطنات غير الشرعية وسط الضفة، في انتهاك لقرارات الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2334. وشدد المسؤول الفلسطيني على ضرورة توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين عبر آلية حماية دولية عملا بقرار الجمعية العامة الخاص بذلك. وبين أن احتلال إسرائيل لأرضنا ليس تحكما مؤقتا بأرض نتيجة نزاع بل هو جهد منسق على مر عقود لوضع اليد على الأرض الفلسطينية في انتهاك لمواثيق الأممالمتحدة، وبهدف وضع اليد على الأرض وطرد الفلسطينيين وهذه العمليات والخطط تنفذ بشكل يومي وعلني. وانتقد منصور قيام إسرائيل بتشريع القوانين التي تدعم النظام العنصري في فلسطين، قائلا: فبعد احتفالنا بذكرى 100 عام على مولد الرمز العالمي للحرية والرائد في مكافحة الفصل العنصري نيلسون منديلا، وتذكرنا إرثه وتعهدنا بمواصلة الكفاح للحرية والكرامة، في هذا الوقت اختارت إسرائيل أن تشرع قانون القومية الذي ترجم الفصل العنصري الواقع إلى فصل عنصري مشرع بالقانون . وأضاف: نشهد اليوم فصلا عنصريا جديدا والهدف الأسمى لإسرائيل ليس تحقيق السلام وحل الدولتين، وقبل 14 عاما اعتبرت محكمة العدل الدولية أن بناء الجدار يخلق أمرا واقعا في الميدان، وهو يرقى إلى الضم بالحكم الواقع، متسائلا: فهل من شك أن ما تقوم به إسرائيل هو ضم أراضي دولتنا على حساب السلام . وقال إن الحكومة الإسرائيلية هي حكومة مستوطنين من أجل المستوطنين ومن قبل المستوطنين، لذلك لما لا يتصرف العالم حسب المقتضى؟ يجب أن ينظر العالم للمشهد ككلي فنحن نواجه إنكار حقوق أمة بأكملها وتشريد السكان وحصر الفلسطينيين في أماكن محددة وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية، أفلا تعد مثل هذه السياسة خطيرة بما يكفي لتستحوذ على الاهتمام العالمي؟!. متى سوف ينفد صبر العالم! متى سوف يحصل ذلك قبل فوات الأوان. وشدد على استعداد فلسطين للتعاون مع كل الجهود الدولية للنهوض بسلام عادل، عملا بقرار مجلس الأمن 2334. وأثنى على قرار البرلمان الايرلندي بحظر مواد ومنتجات المستوطنات التي تأتي من موارد فلسطينية مسروقة، فالسلام يحتاج من قبل كل فرد أن يبذل جهده ونحن نصبو للسلام ومستعدون لنخضع للمساءلة على أقوالنا وأفعالنا استنادا للقانون الدولي.