أكد الأخصائيون المشاركون في الملتقى الوطني حول الإنعاش لدى المواليد الجدد في قاعة الولادة، الذي احتضنته باتنة في ختام أشغالهم، على ضرورة تدعيم تكوين الأطباء المستقبليين المختصين في طب الأطفال في الجزائر من الناحيتين التطبيقية والنظرية. وأبرز المتدخلون في هذا السياق وجوب مراعاة تمكين الأطباء في طور التكوين (اختصاص طب الأطفال) من الإمكانات اللازمة لاستقبال المواليد الجدد وهم في كامل الاستعداد لمواجهة أي مضاعفات طارئة قد تحدث في قاعة الولادة وفي الدقائق الأولى لميلاد الطفل. وشدد المشاركون في هذا الملتقى المنظم من طرف مصلحة طب الأطفال بالمؤسسة العمومية الاستشفائية المتخصصة الأم والطفل مريم بوعتورة بباتنة أيضا على ضرورة تحيين معلومات المختصين في مجال الإنعاش لدى المواليد الجدد في قاعة الولادة وتوسيع هذا التخصص مع مراعاة احترام المعايير اللازمة في إنجاز هذه القاعات وتجهيزها بما يلزم. من جهة أخرى، أوصى المتدخلون بوجوب إدخال تغييرات على برامج التكوين الخاصة بشبه الطبيين الممارسين العاملين بمصالح حديثي الولادة مع مراعاة متابعة المرأة الحامل ومراقبتها من اليوم الأول للحمل إلى غاية وضعها للتكفل بها وبالمولود والكشف عن الأمراض إن وجدت مبكرا وذلك تفاديا، حسبهم، لأي تعقيدات قد تؤدي إلى وفاة الطفل حديث الولادة أو حدوث مضاعفات قد تعرقل نموه الطبيعي بعد ذلك. واعتبر ممثل الإتحاد الطبي الجزائري، الدكتور خالد السعيدي، أن التكفل الأمثل بالنساء الحوامل قبل وأثناء الحمل وبعد الولادة يجنب الكثير من المخاطر التي تحدق بحياة المولود الجديد وخاصة اكتشاف التشوهات في الدقائق الأولى من الولادة معتبرا أن توفر إمكانات الإنعاش بقاعة الولادة من طاقم طبي مكون وتجهيزات لازمة من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تقليص النسبة السنوية لوفيات حديثي الولادة. بدوره، أبرز رئيس الملتقى، وهو أيضا رئيس قسم طب الأطفال بالمؤسسة العمومية الاستشفائية المتخصصة الأم والطفل مريم بوعتورة البروفيسور، عبد الرشيد بوحجيلة، أن الرهان الكبير يتمثل أيضا في التقليل من حالات الولادات المبكرة للمواليد والتي تشكل نسبة كبيرة من عدد وفيات حديثي الولادة. وأضاف أنه من الضروري الأخذ بعين الاعتبار المخطط الخماسي الوطني الثاني للحد من وفيات الحوامل وحديثي الولادة والذي يمتد من سنة 2016 إلى 2020 وجاء خصيصا للتكفل بهذه الفئة. وعرفت أشغال الملتقى التي احتضنتها قاعة المحاضرات بالمركز الجهوي لمكافحة السرطان بباتنة مشاركة عديد المختصين في طب الأطفال من مختلف أنحاء الوطن وخاصة من شرق البلاد إلى جانب ممارسين من فرنسا وكذلك حضور ملفتللأطباء قيد التكوين في كلية الطب وخاصة تخصص طب الأطفال.