لم يتنازل حزبي عن مبدأ المعارضة.. لكنني مع إستمرارية بوتفليقة في الحلم! رفض المشاركة في مهازل ما تسمى بالمبادرات السياسية تطرق موسى تواتي، رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، في حوار ل السياسي ، إلى ما يجري اليوم في المجلس الشعبي الوطني، مؤكدا أن الأمر له علاقة بتجاوزات في قوانين الهيئة التي تشرع، مشيرا إلى أن هذه المجموعة لم تحترم الدستور ولا القوانين وإنما تسعى اليوم لخدمة مصالحها الشخصية، على حد قوله. كما لم يفوت تواتي الفرصة للحديث عن الجدل الذي خلفه تصريحه الأخير حول قيام حزبه بمسيرة من أجل دعم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، مؤكدا أنه لم يتخلى عن مبدأ المعارضة، كاشفا عن الاسباب التي جعلت رئيس الافانا يلجأ إلى هذه الخطوة التي فاجأت الطبقة السياسية في البلاد، خاصة وأن تواتي معروف بتوجهات حزبه المعارضة للسلطة منذ سنوات!. ما هي قراءتك للوضع المتأزم اليوم في المجلس الشعبي الوطني وهذه التحركات من أجل الإطاحة برئيس المجلس بعدما قام بإقالة أمينه العام، وهو الأمر الذي خلّف حالة انسداد في البرلمان؟ نحن لا نعتقد وجود أزمة وإنما هو تجاوز في قوانين الهيئة التي تشرع، هي لا تعرف القوانين ولا تستمد مشروعيتها من الدستور كهيئة دستورية، وان المجموعة التي تمثل هذه الهيئة والتي جاءت لتشرع لا يمكن لها أن تشرع لأمة وإنما لنفسها وهذا هو المشكل، لان الهيئة التي هي دستورية وتشرع للمجتمع لا تحترم الدستور ولا تحترم القوانين وهذا يعني أن هذه المجموعة التي تشكل هذه الهيئة لا يمكن أن نقول أنها قادرة على الفهم، وإنما جاءت لتدافع عن مصالحها ونفسها لا يهمهم مصلحة الوطن ولا المؤسسات انطلاقا من عدم احترامهم الدستور الجزائري، هذا هو المشكل وهو اخطر مما نتصور. لهذه الأسباب سندعم الرئيس بوتفليقة إذا قبل الترشح فاجأت مؤخراً الجزائريين بتصريحاتك التي قلت فيها بأنك ستباشر بمسيرة من أجل دعم إستمرارية الرئيس بوتفليقة.. ما الذي دفع تواتي لتغيير بوصلته في النضال السياسي من المعارضة إلى الموالاة؟ لابد من النظر إلى الأمر من وجهة أخرى تتعلق بتكلفة الانتخابات المادية التي تصرف من خزينة الدولة في الوقت الذي تفتقد العديد من القطاعات على غرار الصحة والتربية إلى مختلف المنشات والخدمات، لماذا ندفع كل هذه الأموال الطائلة من اجل انتخابات في نهاية المطاف لا توحي بالانفراج على المجموعة الوطنية التي هي في أحوج الحاجة لمن يحميها بقوة القانون، نحن غيرتنا على الوطن وتماسك الشعب وليس على الشخص والانتخابات يصرف فيها من الخزينة العمومية ما يعطل المسار الإداري وصرف المال العام الذي من المفروض يصرف على المؤسسات وعلى المصلحة العامة، ولهذا نحن مع دعم الرئيس من اجل الاستمرارية وإصلاح ما يمكن إصلاحه وإيجاد قوانين لا تتغير بتغير الأشخاص، ومحبة الوطن والشعب أسمى من كل هذا، وإلا كيف نفسر ما يجري اليوم في المجلس الشعبي الوطني التي هي في الأخير مجرد قضية أمين عام أقيل من منصبه، في الوقت الذي كان يقضي كل المصالح الشخصية لهؤلاء المدافعين عنها والرافضين لإقالته، المسألة كلها مسألة مصالح شخصية متبادلة. هناك من يرغب في تحطيم الأفانا كيف يرى تواتي تموقع حزبه الأفانا اليوم في الساحة السياسية الوطنية في خضم وجود أزيد من 60 تشكيلة سياسية في البلاد؟ حزب الجبهة الوطنية الجزائرية الافانا موجود على الساحة السياسية لان برنامجها هو الموجود في أوساط الشعب ولغتها الموجودة في أوساط الشعب، ليس الافانا كحزب، وإنما كأفكار ومبادئ وقيم، لأنه العنوان لا يعني شيء وإنما الأفكار والمبادئ، حزب الافانا يسير اليوم على خطى ثابتة رغم قلة الأموال والإمكانيات، ولكن نحن مغروسين أوساط الشعب الجزائري ومن خلالنا تم تكوين 27 حزبا منصبا من الافانا ، ومن يريد تحطيمنا أقول له أن الافانا لا تتحطم لأنها أفكار ومبادئ وقيم وليس تحزب، وإنما التحزب خرج منه 27 حزبا آخرا والمبادئ والأفكار تبقى هي نفسها على مر السنين مثل مبادئ أول نوفمبر. مبادرات الأحزاب السياسية للتباهي وليس لإيجاد حلول تم خلال الأشهر الماضية طرح عدة مبادرات سياسية، هل تمت دعوة حزبكم للمشاركة فيها؟ نحن لا نشارك في مثل هذه المبادرات ومواقفنا ومبادئنا معروفة لدى العام والخاص، والمغزى من هذه المبادرات والتجمهرات للتباهي على بعضهم البعض وليس لإيجاد حلول صادقة ومنطقية، وبالتالي نحن لا نشارك في هذه المهازل وإنما نبقى واحد ضد الجميع والجميع ضد الواحد. حزب جبهة التحرير الوطني أعلن عن مبادرة الجبهة الشعبية لتوحيد الصفوف.. هل يمكن أن نقول أنه ومن خلال مبادرتك لدعم رئيس الجمهورية ستنظم إلى هذه الجبهة التي تدعو إلى الإستمرارية؟ ليس لنا أي علاقة بجبهة التحرير الوطني أو أي حزب آخر، نحن ندعو فقط للذهاب إلى مرحلة انتقالية وإذا كانت هذه الأحزاب لها أفكار أكثر لابد لها من قراءة القانون والدستور وليس الحديث لمجرد الحديث، لابد لنا من تغير حقيقي نحترم من خلاله القانون ونحترم إرادة الشعب، بعيدا عن المتاهات والجدال وحتى لا نصبح مضحكة في العالم. موقفنا من الرئاسيات واضح هل سيترشح موسى تواتي في الرئاسيات المقبلة 2019؟ نحن حسمنا موقفنا فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة وهو واضح، قلنا ان حزب الجبهة الوطنية الجزائرية لا يملك الإمكانيات المادية الكافية من اجل الترشح للرئاسيات 2019، خاصة في ظل الأموال التي تصرف في ظل عدم احترام الإجراءات القانونية لأنه القانون يحدد مبلغ الحملة الانتخابية لكل فرد، ونحن نرى انه لا يوجد احد احترم هذا القانون، وتم تجاوز ما يحدده القانون للحملة الانتخابية بآلاف المرات وهنا يكمن الخلل الدستوري، وبالتالي كل الانتخابات باطلة. لا وجود لحراك سياسي في الجزائر وإنما حركة مصلحية ماهي قراءتك للحراك السياسي في الجزائر اليوم قبل أشهر من الإنتخابات الرئاسية المقبلة؟ ليس هناك حركة سياسية في الجزائر، وإنما حركة مصلحية كل شخص يبحث عن مصلحته وكل السياسيين لا يهمهم السياسة في الوطن وإنما همهم الوحيد مصالحهم في الوطن، لأننا لم نتعلم في المؤسسات التربوية ما هو البعد الوطني والقيمة الوطنية التي تفوق القيمة المادية وهذا هو المشكل، لأنه حتى المنظومة التربوية هي منظومة فاسدة وطغت عليها المادة على حساب الوطن وعلى حساب التساوي في الحقوق والواجبات بين أفراد الشعب الواحد.