يتجمد سكان المدية، وتحديدا عبر 12 بلدية، هاته الأيام، نظرا للانخفاض الشديد في درجات الحرارة بفعل التهاطل الكثيف للثلوج والغياب التام لشبكة غاز المدينة، ما يجعل السكان في كثير من الاحيان يعتمدون على الاحتطاب للتدفئة، الوضع الذي وصفه السكان بالكابوس الذي يؤروقهم كل فصل شتاء. يعيش سكان الكثير من البلديات بولاية المدية حياة بدائية جراء عدم الربط بشبكة غاز المدينة، حيث لا تفارقهم قارورات البوتان واكوام الحطب بمحاذاة كل منزل وهو الذي يستعمل للتدفئة وكذا الطهي في بعض الاحيان، وحسب تصريحات سابقة للمدير المحلي للطاقة، عبد الهادي بركات، فقد أكد بخصوص ذات الموضوع أنه قد تم تخصص غلاف مالي يقدر ب7ر3 مليار دج من صندوق التضامن وضمان الجماعات المحلية لإنجاز مشروع ربط عدد من بلديات ولاية المدية، بالشبكة المحلية لتوزيع الغاز الطبيعي. وأوضح عبد الهادي بركات، أن هذا الغلاف المالي المعتبر سيسمح بربط إلى غاية الثلاثي الأول لسنة 2021، مجموع 12 بلدية تقع بالجهة الشمالية الشرقية وكذا بالجهة الجنوبية الغربية للولاية، مضيفا أن هذا الربط سيرفع عدد البلديات الموصولة بشبكة الغاز إلى 57 بلدية مقابل 45 بلدية حاليا. وأشار بركات إلى أن هذا المشروع يهدف لتحسين الإطار المعيشي للمواطن ووضع حد لمعاناته مع قارورة غاز البوتان، ومن بين هذه البلديات العيساوية والعزيزية وبعطة والحوضين ومزغنة وسيدي ربيع وأولاد عنتر حيث تتقدم بها الأشغال بوتيرة مرضية. وزير الطاقة يعد برفع نسبة الربط بالغاز إلى 90 بالمائة في سياق متصل، واثر زيارة وزير الطاقة، مصطفى ڤيطوني، للولاية اول امس، فقد اكد رفع نسبة الربط بالغاز الطبيعي بولاية المدية نهاية سنة 2019 إلى 90 بالمائة، مقابل 75 بالمائة المسجلة حاليا، وذلك بفضل عمليات الربط الجديدة التي ستستفيد منها البلديات. وقال الوزير، لدى إشرافه على وضع حيز الخدمة لشبكة توزيع الغاز الطبيعي لفائدة 1000 عائلة ببلدية ثلاث دواوير الواقعة على بعد 50 كم جنوبالمدية، أن الجهد الكبير الذي بذلته السلطات العمومية لضمان تغطية واسعة لمناطقنا بالغاز الطبيعي والكهرباء مستمرة ومتواصلة بهدف تحقيق الربط الكامل لبلديات الولاية. وبعدما أبرز الجهود التي تبذلها البلاد في مجال الربط بالغاز الطبيعي، لاسيما لفائدة قاطني المناطق الريفية، ذكر ڤيطوني أن الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي يوجد به مفهوم غاز الريف نظرا لمستوى اختراق الغاز الطبيعي في المناطق الواقعة خارج التجمعات الحضرية. وأشرف ڤيطوني في هذا السياق بوضع حيز الخدمة لشبكة الغاز لصالح ما لا يقل عن 69 أسرة تقع في قرية عين أحمد ببلدية عين بوسيف (75 كلم جنوبالمدية)، في إطار مساعدة السكان على العودة إلى أماكن إقامتهم الأصلية.