أوكيد: 25 بالمائة نسبة الولادات القيصرية في الجزائر بن أشنهو: الصحة العالمية تحذر من الولادات القيصرية تشهد عمليات الولادة القيصرية في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا، وقد يرجع ذلك، حسب العديد من المواطنين الذين التقتهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، ل البزنسة التي تمارسها بعض عيادات التوليد الخاصة، والتي أصبحت تتحجّج بوجوب إجراء هذه العملية لإنقاذ الطفل والأم، وهو الأمر الذي أثار تساؤل الكثيرين عن سبب ارتفاع هذه الحالات بالعيادات الخاصة دون غيرها من المستشفيات العمومية. تشهد قاعات الولادات عبر المستشفيات العمومية والخاصة عشرات حالات الولادات القيصرية، أين بات توليد الحوامل بهذه الطريقة وسيلة أنجع، بحيث ولدى قصد الحوامل لقاعات التوليد يجدن بطريقهن القائمين يجهزنهن لأجل ولادة قيصرية، بحيث ما أن تلبث الحوامل ولوج قاعات التوليد حتى يتم إخبارهن بأنهن سيخضعن للقيصرية، اذ باتت هذه الأخيرة مرتبطة ومتلازمة بقاعات التوليد سواء للقطاع العمومي أو الخاص. ومن جهته، تعتبر الولادة القيصرية بالنسبة للمختصين في التوليد طريقة أسهل من الولادة الطبيعية، بحيث لا تكلف سوى دقائق في الجراحة واستخراج المولود ثم القيام بخياطة الجرح وهكذا دواليك، فيما تعد حالات الولادة الطبيعية أصعب من ناحية الوقت والمجهود، أين يترتب على القابلة والمختصة في التوليد متابعة حالة الحامل وتفاصيل المخاض لغاية بذل جهد في تمكين الحامل من الوضع، ليستغرق بذلك وقتا بدء من فترة المخاض ومنذ دخول الحامل لقاعة التوليد أين يتم المتابعة والتكفل لغاية الوضع، بحيث سهلت العمليات القيصرية على المختصين أمورا عدة من بينها الأتعاب والجهد والتكفل والصراع مع الحامل في محاولة مساعدتها على الوضع وضمان سلامتها ومولودها، لتكون بذلك العمليات القيصرية حلا سريعا وبديلا يزيح على المختصين أمور عدة والتي من بينها تمكين الحامل الوضع دون عناء الآلام والمخاض واستعسار الوضع. ومن جهته، فالقطاع الخاص وجد ضالته في العمليات القيصرية، أين تعتبر الولادات القيصرية أكثر تكلفة من الوضع الطبيعي، بحيث كل حامل قصدت القطاع الخاص للوضع تجد بانتظارها عملية قيصرية، أين بات الأمر بالنسبة لهذا القطاع أمرا ربحيا يصب في مصلحتهم بإجراء جل حالات الولادات عن طريق العملية القيصرية. وبين هذا وذاك، فإن المتضرر الأكبر هو المرأة بحيث وبالرغم من تخلصها من ألم الوضع والمخاض، تجد بعد العملية القيصرية معاناة كبيرة على غرار الآلام الحادة التي تلازم الجرح الذي ببطنها والضعف الذي بجسدها، إضافة إلى الأدوية المكلفة وعجزها عن الحركة لفترة معتبرة، لتتضرر المرأة بذلك أكثر مقارنة في حال ما إذا وضعت حملها بشمل طبيعي وعادي. وتبقى العمليات القيصرية استثمارا للقطاع العمومي في توفير الوقت والجهد، فيما تشكل استثمار وقت وأموال للقطاع الخاص لتدفع بذلك ضريبة المعاناة والتكاليف الحوامل المقبلات على الوضع. فواتير تصل إلى 10 ملايين بعد عملية ولادة واحدة وبعدما كانت العمليات القيصرية الحل الأخير في الولادة المعقدة، تحولت في الآونة الأخيرة إلى الحل الأول في عمليات التوليد، وهو ما جعل هذه العمليات في ارتفاع متزايد، وهو ما كشف عنه العديد من المواطنين ممن التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية التي قادتنا الى العديد من العيادات الخاصة لكشف الإقناع عن هذه الأخيرة. ونحن بصدد دخول إحدى العيادات الخاصة، التقينا بعبد الرزاق الذي قال ان حالات الولادات القيصرية ارتفعت مؤخرا بالعيادات الخاصة للربح الوفير واختصار الوقت ومشقة الطبيب في الانتظار، وتخلص النساء من آلام الولادة العادية وفي بعض الأحيان تكون اختيارية من المرأة، وهو ما أصبح اليوم شائعا في مجتمعنا. ومن جهة أخرى، اشتكى الكثيرون من ارتفاع فواتير العمليات القيصرية بهذه العيادات ويختلف ذلك من عيادة لأخرى، وهو ما أعرب عنه منير الذي التقينا به في مستشفى بني مسوس: في الحقيقة لا يمكننا إنكار ان العيادات الخاصة أصبحت تتحجّج بالولادة القيصرية لإنقاذ الأم والجنين معا، وذلك لربح 10 ملايين في دقيقة واحدة دون النظر للأخطاء الاخرى المرتكبة في حقها ما قد يشكّل خطرا كبيرا على صحة الأم . وعن أسباب ارتفاع واختلاف أسعار هذه العمليات من عيادة إلى أخرى، أكدت ممرضة بإحدى العيادات الخاصة ان ارتفاع العمليات القيصرية القصد منه بالدرجة الأولى رفع فاتورة العلاج، فالولادة بالعملية القيصرية وصلت الى أكثر من 10 ملايين، إضافة إلى دفع فواتير الإقامة بالعيادة وهو ما يرفع الفاتورة إلى حوالي 16 مليون، وذلك حسب العيادات، وأضافت أن معظم الأطباء يجرون العمليات عن قصد دون الحاجة إليها، مع العلم أن معظم الأطباء دائما منشغلون مع زبائنهم بعياداتهم الخاصة وليس لديهم الوقت الكافي للانتظار. يوسفي: هذه هي أسباب ارتفاع الولادات القيصرية وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على الحوامل وما يفرض عليهن من عمليات قيصرية لوضع المواليد، أوضح محمد يوسفي، رئيس النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية، في اتصال ل السياسي ، بأن أسباب الولادات القيصرية لديه عدة أسباب منها: طريقة أسهل للطبيبة والقابلة حيث لا يكلفهما الأمر سوى إجراء العملية وإخراج المولود، فيما تتطلب الولادة الطبيعية متابعة منذ دخول الحامل لقاعة التوليد، وهذا بالنسبة للقطاع الخاص بحيث أن العملية القيصرية تساعد المختصين كثيرا لأنه في حال وضع الحامل في السرير سوف تأخذ وقتا وتكفلا، أين تلجأ العيادات الخاصة لتوليد الحوامل بوتيرة سريعة دون الانتظار، بحيث عوض انتظار 4 سيدات لتوليدهن بطريقة طبيعية تمكنهم الولادة القيصرية من توليد عشرة دفعة واحدة وهكذا دواليك، كما أن الولادات القيصرية في القطاع الخاص مكلف مقارنة بالولادة الطبيعية. وفيما يخص القطاع العمومي، فإن الأمر يعود إلى قلة الخبرة حيث لا تكلف القابلة والأخصائية نفسيهما في محاولة توليد الحوامل بطريقة طبيعية وبذل الجهد وتضييع الوقت، أين توجه غالبية الحوامل للعملية القيصرية دون محاولة من القائمين لتوليدها بطريقة طبيعية والتي هي أحسن بالنسبة للمرأة رغم صعوبتها. وأشار محدثنا بأن الولادة القيصرية بالقطاع العمومي ليس مبررا، بحيث أن هناك آلاف الولادات تتم قيصريا وهذا أمر غير مقبول وفق المعايير العالمية والدولية، أين لا ينصح بالولادات القيصرية إلا للضرورة القصوى واستحالة الولادة الطبيعية، وما يحدث بالقطاعين ناتج عن غياب الرقابة والمتابعة. نسبة الولادات القيصرية بالجزائر تقدر بنسبة 25 بالمائة وفي سياق ذي صلة، أكد البروفيسور أوكيد، رئيس المجمع الوطني لأمراض النساء والتوليد، لدى تطرقه لموضوع ارتفاع نسبة الولادات القيصرية خلال السنوات الأخيرة، أن هذا النوع من عمليات الولادة يساهم في إنقاذ حياة المرأة الحامل وجنينها في حالة معاناتها من تعقيدات صحية، مشيرا إلى أن نسبة اجراء هذا النوع من عمليات الولادة بالجزائر يناهز ال25 بالمائة. وبحسب ذات المتحدث، فقد عرفت السنة المنصرمة تسجيل مليون و150 ألف ولادة 25 بالمائة منها تمت عن طريق اجراء عمليات قيصرية، وهو المعدل الذي وصفه بالطبيعي مقارنة مع دول أجنبية أخرى على غرار البرازيل وأمريكا التي تناهز نسبة إجراء هذا النوع من العمليات بها ال60 بالمائة. وأضاف أوكيد، أن خيار نوعية عملية الولادة التي تجرى للمرأة الحامل قرار يتخذه الطبيب بناء على الوضعية الصحية التي تتواجد بها كل حالة وهذا حفاظا على حياة الأم وجنينها، مشيرا إلى أن الجزائر سجلت خلال السنوات الماضية انخفاضا في معدل وفيات النساء الحوامل ومواليدهن بفضل العمليات القيصرية، بحيث يقدر معدل الوفيات في الوقت الراهن ب50 حالة في كل 100 ألف حالة ولادة، مقابل وفاة 300 حالة في كل مائة ألف ولادة سنوات الثمانينات والتسعينيات. وللاشارة، ستتدعم المؤسسة الإستشفائية حسيبة بن بوعلي بالبليدة نهاية السنة الجارية بوحدة جديدة متخصصة في المساعدة على الإنجاب تعد الثانية من نوعها على المستوى الوطني، حسب ما كشف عنه رئيس المجمع الوطني لأمراض النساء والتوليد، محمد السعيد أوكيد. وأوضح البروفيسور أوكيد، على هامش انطلاق أشغال ملتقى دولي حول أمراض النساء والتوليد، أن هذه الوحدة الجديدة المتخصصة في التلقيح الإصطناعي تعد الثانية من نوعها على المستوى الوطني بعد تلك المتواجدة على مستوى المؤسسة الإستشفائية نفيسة حمود بحسين داي (بارني سابقا) بالجزائر العاصمة. وستشكل هذه الوحدة الجديدة، التي يتم التحضير لها منذ ما يقارب السنتين، نافذة أمل للأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب بشكل طبيعي لتحقيق حلمهم الفطري في انجاب طفل، خاصة وأن مثل هذه العمليات التي تجرى في العيادات الخاصة جد مكلفة بحيث يتراوح سعر الحصة الواحدة ما بين 60 و70 ألف دج. بن أشنهو: الجزائر لا تحترم معايير منظمة الصحة العالمية ومن جهة اخرى، أوضح فتحي بن أشنهو، خبير في الصحة العمومية، في اتصال ل السياسي ، ان العمليات القيصرية في تزايد مستمر، وهناك معايير قد حددتها المنظمة العالمية للصحة من أجل إجراء العملية، والجزائر أحد البلدان التي لا تحترم هذه المعايير. كما أكد أن المنظومة الصحية بالجزائر تتوفر على إمكانيات تؤهلها لرعاية المرأة الحامل طوال فترات حملها بشكل جيد، إلا أن نقص الوعي بالثقافة الطبية للمجتمع من جهة، والتجاوزات التي تحدث من قبل أهل المهنة من جهة أخرى، جعل تعقيدات عملية التوليد تسجل ارتفاعا في الآونة الأخيرة بتزايد نسبة العمليات القيصرية، إذ ما نراه ونشاهده هو أن العمليات القيصرية باتت سائدة ووسيلة المختصين للتخلص من أكبر عدد من المرضى وتخفيض الضغوطات الذي يرافقه العدد الهائل للحوامل اللواتي هن بصدد الوضع. وأشار بن أشنهو، أن العمليات القيصرية سهلة بالنسبة للمختصين وتشكل خطورة على السيدات، بحيث أن المنظمة العالمية للصحة أرسلت مؤخرا إنذارا لوزارة الصحة الجزائرية مفادها الإفراط في العمليات القيصرية في الجزائر والتي اتخذت منحى تصاعديا. وفي ذات السياق، اكد البعض الاخر أن إجراء العمليات القيصرية اصبحت ذات طابع تجاري أكثر منه في صالح الأم وسلامة رضيعها، حيث يلجأ أصحاب العيادات الخاصة الى إجراء العمليات القيصرية بعياداتهم لان العملية تزيد من الربح، ما دام الدخل من هذه العمليات يكون أكثر من الولادة العادية، وأضاف أن أكثر الأطباء ليس لديهم الوقت لمتابعة المرضى وأن يكتفي الطبيب من التأكد من اكتمال نمو الجنين ويستطيع إجراء العملية القيصرية أسبوعين قبل الولادة الطبيعية.